الرئيسية

تفاعلا مع الحلقة الأخيرة من برنامج “لحن القلوب” في لقاء مع شاعر الأمة محمد ثابت وحوار حول المسيرة الفنية لكوكب الشرق أم كلثوم

شاعر الأمة محمد ثابت

تفاعلا مع الحلقة الأخيرة من برنامج “لحن القلوب” في لقاء مع شاعر الأمة محمد ثابت وحوار حول المسيرة الفنية لكوكب الشرق أم كلثوم٠

——-

بقلم الشاعرة التونسية

عيادة جابر

 

كانت حلقة فعلا متفردة. كانت بستانا مزهرا على ضفاف نهر خالد مترامية أطرافه.

فالمتابع لهذه الحلقة ليسعد كثيرا بجولة من الأنس والطرب تأخذه فيها فراشة رشيقة اسمها لميس تاج تنقل الفؤاد المتعطش للجمال والفن حيث شاءت في بستانها العطر “لحن القلوب” الذي يعبق ابداعا وألحانا.

فينتشي بباقة من الفن الراقي اختارتها له بحرفية عالية وينعش ذاكرتة بعبير الماضي من خلال الذاكرة الخلاقة لربان ماهر اسمه الشاعر محمد ثابت المحاور البارع والمناور اللبق الذي ظل يجوب نهر الفن ممسكا بالدفة امساك القائد المتمرس موجها بوصلته الى عمق التاريخ ليسلط الضوء على كوكب مشرق لم يخب نوره ولم يأفل يوما بتعاقب الأزمنة وهبوب رياح التغيير. هذا الكوكب اسمه “ام كلثوم”. صال ضيف الحلقة الشاعر محمد

ثابت وجال في ميدان الفن الراقي مركزا على عظمة المطربة “أم كلثوم” صوتا وانسانة وتميز الاغنية التي كانت تقدمها كلمة ولحنا مشيدا بعصرها الذهبي وهو يشير الى عمالقة الفن الاخرين الذين عاصرتهم لا ليقارن بل ليؤكد على أن تاريخ الأغنية العربية هو تاريخ مجيد صنعه عباقرة مبدعون من شعراء وملحنين مازالوا الى الان مرجعا فنيا ومقياسا للرقي.

الا انه وبفضل حرفيته وموضوعيته لم يفته ان يشير الى بعض المشاكل المادية الحساسة في الوسط الفني التي تحكمت ومازالت تتحكم في العلاقة بين صناع الاغنية وهم الثلاثي الذي بدونه لا يمكن ان تبعث اغنية ما الى الوجود.انهم طبعا الشاعر والملحن والمغني.

ان شاعر الامة محمد ثابت في اثارته لهذه القضية اثار مسالة مهمة جدا وهي مسالة المال والفن والشهرة. فهل الفن سبيل للثروة والشهرة؟ وهل المطرب هو الذي يصنع شهرة الشاعر والملحن أم أن الكلمة الراقية واللحن الشجي هما اللذان يصنعان مجد الفنان وشهرته؟ وهل هناك انصاف من الناحية المادية بين هذا الثالوث؟

الشاعر ذكر وقائع تؤكد عدم وجود هذا الانصاف والمكانة المادية الدونية للشاعر والملحن مقارنة بالمغني زمن أم كلثوم الا ان الامر تغير بعد ذلك. هل حصل الانصاف حقا ام لا؟ تلك مسألة بقيت مثيرة للجدل باستمرار شأنها شأن مسألة الشهرة الفنية. لكن ما لا نختلف فيه في تقديري هو ان الفن الراقي يظل خالدا أبد الدهر وأن العمل الجيد يذكر فيشكر. وأن هذه الحلقة أراها تميزت وبالتالي استحقت المقدمة لميس تاج منا كل الشكر والثناء لما أبدته من خفة روح وتلقائية وهي تدير الحوار وتطرب المتابع للحلقة بصوتها الشجي وهي تؤي مقاطع مميزة من الاغاني الخالدة لكوكب الشرق أم كلثوم أو حين تقرأ أجود القصائد في تقديرها للشاعر محمد ثابت ضيف الحلقة. كما يجدر بنا أن نشكره هو أيضا لما أبداه من براعة في اثراء اللقاء وافادة المتلقي بفضل ما يتميز به من سعة اطلاع والمام بكل جوانب الموضوع الذي يتحدث فيه فكان حقا نهرا من المعرفة بلا ضفاف وموسوعة فنية لا تنضب.

شكرا لكما ودمتما ينبوعا دافقا من العطاء والابداع ونجوما مضيئة في قناة همسة سماء الثقافة.

 

بقلم الشاعرة والناقدة التونسية

عيادة جابر

إغلاق