شعر وشعراء

واد بلا زرع / شعر. جواد يونس

واد بلا زرع

أَسْكَنْتُ في وادٍ بِلا زَرْعِ *** حُلُمًا جَميلًا ناضِرَ الْفَرْعِ

ما جَرَّعَتْهُ الْبيدُ غَيْرَ أَسًى *** فَغَدا نَقيعُ السُّمِّ في الْجَرْعِ

شَقَّتْ عَباءاتي، وَمَزَّقَني *** هَمٌّ غَدا في الْقَلْبِ كَالْخَرْعِ (1)

وادٍ كَحوتٍ كُلَّما عَزَمَتْ *** روحي الْفَرارَ يَجِدُّ في قَرْعي

سَبَّحْتُ رَبّي فيهِ مُحْتَسِبًا *** عِشْرينَ عامًا زِدْنَ مِنْ وَرْعي

وَالْيَوْمَ يَنْبِذُني وَبي سَقَمٌ *** بِعَراءِ بيدٍ دونَما قَرْعِ

ما ثَمَّ أَعْنابٌ لِأَعْصِرَها *** كَيْ يَكْرَعَ الْمَهْووسُ بِالْكَرْعِ

لا خُبْزَ أُطْعِمُهُ إِذا وَقَفَتْ *** طَيْرٌ عَلى رَأْسٍ كَما الْقُرْعِ

أَنَاْ مَنْ زَرَعْتُ فَلاتَهُمْ أَمَلًا *** وَالْيَوْمُ يُحْرِقُ نُكْرُهُمْ زَرْعي

كَمْ كُنْتُ دِرْعَهُمُ بِلا حَذَرٍ *** وَظَنَنْتُهُمْ في مِحْنَتي دِرْعي

أَيَّامِيَ الْبيضُ انْتَهَتْ وَنَفَتْ *** حُلُمي لَيالي سُقْمِيَ الدُّرْعِ (2)

وَأَنا عَلى بابِ الْقِيامَةِ إِذْ *** يَدُّ الْمَنونِ تَهُمُّ بِالْقَرْعِ

الظهران، 1.11.2016 جواد يونس
====================
(1) الخَرْعُ الشقُّ.
وخَرَعَ الجلدَ والثوبَ يَخْرَعه خَرْعاً فانْخرع: شقّه فانشقَّ. (لسان العرب: مادة خرع)

(2) الليالي الدُّرْع: ليلة ستَّ عَشْرة وسبعَ عشرة وثماني عشرة، اسودّت أَوائلها وابيضَّ سائرها فسُمّين دُرْعًا. (لسان العرب: مادة درع)

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق