اخبار العالم العربي

تكريم السيدة الأولى الدكتورة مريم محمد فاضل الداه للأطفال المتفوقين: لفتة كريمة واستثمار في المستقبل

الدكتورة مني الصيام استاذة جامعية بجامعة انواكشوط

في خطوة تحمل الكثير من الدلالات الإيجابية، قامت السيدة الأولى، الدكتورة مريم محمد فاضل الداه، بتكريم مجموعة من الأطفال المتفوقين في التعليم، وهو تكريم يحمل في طياته رسالة واضحة مفادها أن التميز يجب أن يُحتفى به، وأن جيل الغد يستحق أن يُشاد به اليوم.

إنها لفتة كريمة تعكس عمق الرؤية الوطنية واهتمام القيادة السياسية بأهم ركيزة من ركائز بناء الوطن، ألا وهي الإنسان المتعلم. فهؤلاء الأطفال ليسوا فقط تلاميذ تفوقوا دراسيًا، بل هم نواة جيلٍ قادم يُعَوّل عليه في حمل مشعل التنمية والتطور.

الإرادة السياسية أساس النهضة:
ما قامت به السيدة الأولى لا يمكن فصله عن إرادة سياسية واضحة في النهوض بالمنظومة التعليمية، إذ أن حضورها الشخصي ومشاركتها في تكريم التلاميذ المتفوقين يعكس التزامًا عميقًا من أعلى هرم الدولة بأهمية التعليم في مسيرة التقدم الوطني. فحين تكون الإرادة السياسية حاضرة، تصبح أحلام الشعوب قابلة للتحقيق، وتصبح السياسات أكثر قربًا من تطلعات المواطنين.

التعليم: استثمار في الإنسان والمستقبل:
في عالم يتغير بسرعة، لم يعد يُنظر إلى التعليم كخدمة فقط، بل كـ استثمار طويل الأمد، ووسيلة لبناء مجتمع قادر على المنافسة والإبداع. وتكريم المتفوقين ما هو إلا تحفيز مباشر لأقرانهم، ورسالة بأن الاجتهاد لا يضيع، وأن الدولة تتابع وتقدر.

وإذا أردنا حقًا أن نخطو خطوات ثابتة نحو مستقبل مزدهر، فإن الاستثمار في التعليم يجب أن يظل في صلب أولوياتنا، سواء من حيث البنية التحتية أو جودة المناهج أو كفاءة المعلمين، والأهم من ذلك، بناء بيئة حاضنة ومحفزة للمتفوقين والمبدعين.

خاتمة:
إن مبادرة السيدة الأولى لتكريم الأطفال المتفوقين تمثل أكثر من مجرد احتفاء بالإنجاز، بل هي رسالة أمل وثقة في قدرات الجيل الجديد، وتأكيد على أن المستقبل يصنع اليوم، بالتعليم، وبالتحفيز، وبالإرادة السياسية الحقيقية.

الدكتورة مني الصيام
استاذة جامعية بجامعة انواكشوط

إغلاق