
هَلْ سَمِعْتَ يَوْمًا بِعِبارة “أُورْكِسْتْرَا مِن حُرُوفٍ”؟
لَيْسَتْ مُجَرَّدَ اسْتِعَارَة… بَل وَصْفٌ دَقِيقٌ لِمَا تَفْعَلُهُ اللُّغَةُ العَرَبِيَّةُ فِي الآذَانِ وَالأَرْوَاحِ.
فِي العَرَبِيَّةِ، الكَلِمَاتُ تُقَالُ كَأَنَّهَا تُعْزَفُ،
وَالحُرُوفُ تَنْسَابُ بِإِيقَاعٍ دَاخِلِيٍّ كَأَنَّهُ تَأْلِيفٌ سِيمْفُونِيّ.
لَيْسَتْ لُغَةً فَقَط، بَل نَسَقٌ سَمَاعِيٌّ مُتَمَايِز،
يَجْمَعُ بَيْنَ المَخَارِجِ الدَّقِيقَةِ وَالإِيقَاعِ الطَّبِيعِيّ وَالثَّرَاءِ الصَّوْتِيّ.
📢 تَخَيَّلْ خَطِيبًا يُلْقِي خُطْبَتَهُ فِي جَامِعٍ كَبِير، وَصَوْتُهُ يَتَصَاعَدُ كَأَنَّهُ نَغَمٌ، وَيَنْخَفِضُ كَأَنَّهُ تَوْقِيعُ عَازِفٍ عَلَى نُقْطَةِ صَمْت… لَا لِشَيْءٍ، إِلَّا لِأَنَّ العَرَبِيَّةَ تُرَبِّي فِي لِسَانِهِ الإِيقَاعَ دُونَ أَنْ يَدْرِي.
دِرَاسَاتٌ حَدِيثَةٌ تُظْهِرُ أَنَّ العَرَبِيَّةَ تُنَشِّطُ مَنَاطِقَ فِي الدِّمَاغِ تُشْبِهُ تَأْثِيرَ المُوسِيقَى الكْلَاسِيكِيَّةِ.
حِينَ تَتْلُو قَصِيدَةً، أَنْتَ لَا تَقْرَأ… أَنْتَ تُحْيِي حَفْلًا مَوْسِيقِيًّا لَا يُشْبِهُ سِوَى العَرَبِيَّةِ.

