مقالات

امة قد خلت من قبلها الامم بقلم:تمارا حداد.

امة قد خلت من قبلها الامم

بقلم:تمارا حداد.
في عصرنا الحالي تشهد الامة العربية نكسة وأزمة خطيرة بتراجعها في جميع المجالات ورجوعها الى التخلف والجهل بشكل ملموس وابتعادها عن حيثيات التطور والتقدم فأصبحت امم طاغية ومتجبرة تنتهك الاعراض وتنهب الثروات وتظلم العباد وتقتل باسم الدين وتسفك الدماء.فأصبحت الامم العربية كالأقوام السابقة كأقوام عاد وثمود وفرعون وقوم صالح والذي اصبح مآلهم المحرقة نتيجة طغيانهم وغطرستهم,فأصبحت الامة العربية تبني مجدها على انقاض الشعوب وتبني حريتها على تقييد شعوبها وتبني ثقافتها على ازالة ثقافة شعوبها وتبني امنها على اخافة شعوبها وتبني قوتها على اضعاف شعوبها وتبني غناها على افقار شعوبها حتى اصبحت شعوبها تغلغلها اليأس والقهر والإحباط بأقوام وطوائف مشرذمة ومتفرقة يسودها الفكر التكفيري على ايدي طغاة طائفية. بالرغم ان الامة العربية متدينة جدا ولكن هي امة فاسدة جدا يجوبها الشعور بالاختناق والتوتر والنظرات العدوانية التي تملا الشوارع والذي دائما يستمد حقائقه من الماضي البعيد وقيمة الاحترام متدنية لا يعرفون العلم.فالكاتب عند الامة العربية مهنته فقط مدح السلطة وإخفاء الحقائق ورفع صورة القائد.فأخلاق الامة العربية تسودها الافتراس والتوحش يتنافسون على المناصب والأموال دون النظر الى مصلحة الشعب فأصبح اليمن كالخراب وسوريا كالدمار والعراق كأسدود نار وفلسطين مشرذمة يجوبها الحصار. ناهيك عن الحكومات المستبدة التي تنشر افكار سطحية لتضحك بها على شعوبها لنشر الاستبداد والطغيان وأصحاب المرتزقة يتربعون عل قرارات الامة المصيرية وإعلامهم الكاذب الذين يصدحون به والفساد الذي يعم الامة العربية والجرائم التي تسودها والسرقات التي تملئها والاختلاس في مؤسساتها وتهربهم من طلب العلم وضياع الاخلاق. فيسود الامة العربية انظمة سياسية تحكمها العسكر ليدخل شعوبها مرحلة الجنون والانفصام الشخصي وقائدها يظل قائدا الى ان يموت والسجين السياسي يموت لأجل شعبه وشعبه لا ينظر اليه ويضحي به,ويدمرون الممتلكات العامة ولا يعرفون ان ممتلكاتهم العامة هي لهم.تنتشر عند الامة العربية كلمة الديمقراطية ولكن لا يتعاملون بها فحرية الرأي معدومة تماما عند الشعوب العربية ولا يمارسون العنصرية إلا لبعضهم فأنظمتهم السياسية مدعومة بأجندات خارجية لإدخال شعوبها وحكوماتها في صراع مستمر. اصبحت امة لا تعرف الجهاد في سبيل الله وإنما الجهاد في سبيل المال والمنصب قياداتها تجتمع على العداء ولا تجتمع على الحق وهدفها افشاء المنكر وإخفاء المعروف نتيجة ابتعادها عن مقومات الحضارة الحقيقية ولا تساعد نفسها في تطوير ايدولوجياتها ولا تحدث فكرها القومي والعربي ولا تدعم نفسها بالبحث العلمي والقيام بالدراسات العلمية الجادة. نحن نعلم ان هناك طائفة قليلة مناصرة للحق اسنادا لقول الرسول عليه الصلاة والسلام”لا تزال طائفة من امتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي امر الله وهم على ذلك” ولكن وجبت على تلك الطائفة تحريض الانسان العربي بالتقدم والتجديد والحداثة ونشر ثقافة التغيير بمفكريها وعلمائها حتى لا تصبح امة قد خلت من قبلها الامم..

مقالات ذات صلة

إغلاق