منوعات

الأشهر الحرم والعشر الأوائل من ذي الحجة*

بسم الله الرحمن الرحيم

دار الإفتاء والبحوث الإسلامية48- البيان رقم (80)

*الأشهر الحرم والعشر الأوائل من ذي الحجة*

🟢 الذنوب والمعاصي في الأشهر الحرم أعظم منها في غيرها.

🟢 الأشهر الحرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم.

🟢 في الأشهر الحرم: العشر الأوائل من ذي الحجة، وفيها يوم التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر.

🟢 الأعمال الصالحة في العشر الأوائل من ذي الحجة أعظم أجرًا منها في غيرها.

– – – – –
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واتّبع هداه بإحسان إلى يوم الدين، وبعد؛

*أولًا:* قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ، فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36]. أي: لا تظلموها بالمعاصي والشرور وطاعة الشيطان. فالذنوب والمعاصي في الأشهر الحرم أعظم من غيرها.

*ثانيًا:* الأشهر الحرم هي: رجب، وذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. ثلاثة منها متوالية: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم. والرابع شهر رجب وهو شهر مُضَر الذي بين جمادى وشعبان.
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلَاثَةٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ، وَذُو الْحِجَّةِ، وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ).

*ثالثًا:* في هذه الأشهر الحرم تقع العشر الأوائل من ذي الحجة، وفي هذه العشر: يوم التروية، ويوم عرفة، ويوم النحر، وهي من أعظم الأيام عند الله، وفيها عيد الأضحى.
روى أبو داود في سننه عن عبد الله بن قرط، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِندَ اللهِ تَعَالى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ).

*رابعًا:* أقسم الله تعالى بالعشر من ذي الحجة في كتابه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من أفضل أيام السنة، وأن العمل الصالح فيها أعظم أجرًا.
روى البخاري والترمذي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟ فَقَالَ: وَلَا الْجِهَادُ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ).
فالأعمال الصالحة في هذه العشر أعظم أجرًا من الأعمال الصالحة في غيرها من أيام السنة.

*خامسًا:* من الواجب اغتنام هذه الأيام المباركة بالطاعات، والابتعاد عن المعاصي، والدعاء لأهل غزة وفلسطين، والدعاء لعموم المسلمين والمسلمات بخيري الدنيا والآخرة. وهذا من معاني الأخوة الإيمانية، فإن المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه. فإذا نزلت النوازل بالمسلمين، كان من تمام الأخوة الدعاء لهم.
قال الله تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ، وَيَكْشِفُ السُّوءَ، وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ﴾ [النمل: 62] فما نزل بغزة من الكرب والبلاء يستوجب من كل مسلم الدعاء لأهلها، واغتنام مواسم الطاعة والإجابة لهذا الغرض.

*تنويه هام: البيانات الصادرة عن دار الإفتاء موجهة على وجه الخصوص لفلسطينيي الداخل (1948).*

*للاستفسار والتواصل:*
رئيس دار الإفتاء- الشيخ رائد بدير 0522226721
مدير دار الإفتاء- د. محمد طلال بدران 0525820522

الإثنين 21 ذو القعدة 1446هـ الموافق 19/5/2025م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق