
سقطة تلتها سقطة
خذلان تبعه ألف صفعة و لطمة
فقد كنت بالعذاب معك موعودة
يا من هدمت الجسور الممدوة
فكم شيدت لأجلك دون شكوى و عتاب ؟
و كم دنست أنت بلا رحمة المحراب ؟
يا من أطحت بالماضى و الحاضر
و كنت على وآد المستقبل قادر
كم زرعت لأجلك من ورود ؟
يا من حنثت بالعهود و الوعود
فلا تسألنى عن أسباب الإنسحاب
يا من جعلتنا أغراب
إنى فررت بما تبقى منى و لن أعود
يا من صنعت بيننا سدودٍ و حدود
إنى هربت من أرض المعارك و الصراعات
محملة بغبار الماضى و أبشع الذكريات
ينوء عاتقى بما يحمل من آلام
أبكى أمالى الضائعة و الأحلام
فقد أضعت العمر لأجلك و صنعت منك أسطورة
يا من إنتشيت بجرحى و عذابى و طردى خارج الصورة
فقد تعمدت تجاهلى و إذلالى
و حرصت على إهانتى و إهمالى
فقد نلت العقاب
بلا إثم و أسباب
فكم جلدنى سياطك بلا ذنب و سبب أيها الجلاد ؟
و كم حاربت لأهزم أسباب البعاد ؟
كم تجاهلت إهمالك ؟
و تفانيت لتحقيق أمالك
كم فررت من السقطة الأخيرة ؟
التى حررت بها الأسيرة
فقد ألقيت بصك تحريرى دون إهتمام بالعواقب
و تركتنى وسط الحطام و الألم و الخَرَائِبَ
ماذا كنت تنتظر ؟
من قلبٍ تركته صريعاً يحتضر
ماذا كنت تظن ؟
بقلباً تجاهلت وجعه حينما كان يصرخ و يئن
فكم كانت السقطة الأخيرة ظالمةً قاسية ؟
فقد تلقيت صفعةٍ شديدة موجعةً عاتية
أطاحت بما تبقى من كيانى
زلزلت وجدانى و أضاعت أمانى
فقد كتبت بقسوتك النهاية
بظلمك و سطوتك أطلقت سراحى و منحتنى بداية
أجبرتنى على الفرار دون عودة
دون ندمٍ على ما ضاع من عشق و مودة
إنى إكتفيت من الآلام و الجراح
و لن أعود أسيرةً ذليلة يا من ألقيت بى وسط البراح
إنى تنفست و دبت الروح بجسدى خارج زنزانتك اللعينة
و تيقنت أن يداك لم تكن منذ البداية حانيةً و أمينة
لقد تعمدت هلاكى و ضياعى وسط العدم
ليقهرنى الحزن و الآسى و الندم
أجبرتنى على التيه و الهلاك
و العيش وسط الحطام و الأشواك
فقد كنت يوماً شهيدة هذا العشق
و الآن أحيا بلا شقاء منذ نلت العتق
اليوم أحيا بلا متاهات غرامك
لا أخوض المعارك من أجل تحقيق أحلامك
اليوم أحيا بلا معاناة و شقاء
فقد وجدت نفسى الضائعة فى دوامة البقاء
إنى وجدت الملاذ فى الرحل عنك
فما عدت أنتمى إليك
صرت مجرد ذكرى من الماضى البعيد
فعش كما أردت أنت وحيداً سعيد
فقد كانت السقطة الأخيرة
التى أطاحت بقيود الأسيرة
السقطة الأخيرة ..