ملح الأرض للشاعر – أحمد سويلم
اسمي.. فادي
عمري عشر سنين
جسدي من ملح فلس٠طين
وجهي جمرة نار لا تخمد
أحلامي تتجدد أشجارا
تروي بدماء الشهد٠اء المقهورين
بالأمس تهدم بيت أبي
وتهاوي معه عمر أبي..
أسرعت أكفنه بملاءته البيضاء
وأقسم بالتين وبالزيتون
أن أثأر من أعدائي الجبناء
حملت سل٠اح أبي وحشوت كنانته
وغمست الفوهة بأوجاعي الدامية
وأسرعت أكبر..
فانطلقت معي حشود وحشود
تقسم مثلي.. وتكبر..
وتعاهدنا ألا نهجر موطننا
مهما عانينا الجوع
ومهما فاجأنا الق٠صف
ومهما غشانا البا.رود..
هذا وطن رواه الآباء
بدماءطاهرة تثمر كل صباح
أشجار الصبار..
نقضمها.. ونلذ بطعم مرارتها
تنبت في داخلنا أكبادا من فولاذ
نحن الأطفال اليتماء
ملح الأرض المغموس بلون الدم
صار الوطن أبا
والأرض غدت أما
غذتنا حبا.. ووعودا.. ومواثيق
غذتنا أوجاعا لا تشفي أبدا
نحن الأطفال..
لن نضع بناد٠قنا حتي تشرق
شمس الوطن الغائبة
ونرفع رايتنا الشماء..
هانحن اعتدنا الجوع
فأشبعنا ملح الأرض..
وظمئنا.. فعصرنا أوراق الصبار
كئوسا تروي عطش حناجرنا
هانحن _ إلي حين _
ودعنا النوم.. وجف الدمع بأعيننا
دقت أجراس كنائسنا
وانهمر أذان الأق٠صي
يرسم غدنا فوق الأذرع
فمددناها تخترق الآفاق
ترعد.. تبرق..
حتي تهمي السحب دماء
تروي جدب الأرض
وتشعل جذوة غدنا فوق تلال الوطن
وترفع رايات النصر..
نحن الأطفال الشرفاء
أقسمنا بالتين.. وبالزيتون
ورثنا عهدا لن نخلفه أبدا
حتي نتحرر..
أو نغدو في قائمة الشهد٠اء..
تمت
قصيدة – أخافُ عليك يا وطني لشاعر الأمة محمد ثابت
أخافُ عليك يا وطنى
من الإشراكِ باللهِ
وفقدِ الدّينِ فى الدّنيا
وشكوى حُرقةِ الآهِ
وسعىـيُ النفسِ لاهثةً
وراءَ المالِ والجـــاهِ
أخافُ عليك َمن ضعف ٍ
وكنتَ الآمرَ الناهى
قصيدة لشاعر الأمة محمد ثابت
مؤسس شعبة شعر الفصحى باتحاد كتاب مصر
