الحمد لله الذي علمنا البيان وأرسل إلينا خير الأنام رسول الهدى معلم الناس الخير وفصيح الكلام عليه أفضل الصلاة والسلام.
إن اللغة العربية ـ وهي من صميم الهوية وجزء أصيل من حصاد الحضارة ـ لا يُخفى واقعها على أي مهتم بقضيتها، وكل شعب من الشعوب يريد أن ينهض ويتقدم فلابد من اهتمامه بلغته.
محبو اللغة العربية- يخدعون أنفسهم حين يقولون إنها لغة سهلة، أو إن تَعلُّمها وإتقانها سهل، ونحن نعلم يقينًا مخبوءًا أنها ليست كذلك.
ويجب أن نعرف أن بقاء هذه اللغة العربية لا يرجع إلى العرب بل إلى كتاب واحد فقط إلا وهو القرآن الكريم الذي بحفظه تحفظ اللغة العربية، أننا نتكلم عن كتاب يحفظ الله جل في علاه إذا اللغة العربية باقية إلى أن تقوم الساعة لأنها لغة القرآن.
من جهة اخرى علينا ان نحرص كل الحرص ،وبالرغم من أنها محفوظة بحفظ الله للقرآن، يقول تعالى ذكره: ( إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ ) ولذِّكْرَ وهو القرآن ( وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) قال: وإنا للقرآن لحافظون من أن يزاد فيه باطل مَّا ليس منه، أو ينقص منه ما هو منه من أحكامه وحدوده وفرائضه ، والهاء في قوله: ( لَهُ ) من ذكر الذكر.
إذن من خلال هذه الآية نعلم يقينًا أن حفظ الله لنَصّ القرآن لا يعني حفظه للغته، والأدلة على ذلك حولنا في كل مكان وفي كل موقف وفي كل كتاب، حيث الاخطاء اللغوية والإملائيّة ناهيك عن القواعد والبلاغة لكننا نتعامى عنها.
نقول بفخر أن لغتنا العربية من أعظم لغات الأرض وأشدُّها بلاغةً، ونتعامى عن أن هذه البلاغة لا تصل إلّا إلينا ولا يفهمها إلا بعضنا.
نختلف حول رسم الهمزة في أول الكلمة، ووسطها، وآخرها.
ونختلف حول نَقْط التاء المربوطة إذا كانت في نهاية الكلام إذا سُبقت بألف مد.
ونختلف حول تنوين الفتح هل يُرسَم على ألف الإطلاق أم قبلها.
ونختلف على نَقْط الياء المتطرفة…
ونختلف أكثر وأكثر حول قواعد النحو والصرف.
ويتهم بعضنا بعضًا بالجهل إذا خالف مذهبه.
ثم نتحدث عن رسوخ قواعد اللغة العربية.
ما لم يعترف كل منَّا لنفسه، ويعترف بعضنا لبعض، بوجود هذه الأزمة، وبأن بضع الصفحات على الإنترنت ليست إلَّا حلًّا محدود النطاق محدود التأثير محدود الوقت بأعمار مسؤوليها وطاقاتهم وسَعَة وقتهم ومقدار علمهم، فسنظل ندور داخل دائرة واحدة يُعمينا سور محيطها عمَّا هو خارجها، فيَحُول دون أن نبدأ البحث عن حلّ للأزمة…
حيث يجعل المسؤولين يضعون اللغة العربية في صدارة ما يتعلّمه النشئ.
ويجعل أولياء الأمور يشعرون بأهمية إتقان أبنائهم العربية.
ويجعل الأبناء يُقبِلون على تَعلُّمها.
ويجعل أصحاب الأعمال يشترطون إتقان موظفيهم العربية ، وليس اللغة الإنجليزية ..
وما علينا نحن في مواجهة العولمة التي ترجو مسح معالم لغتنا الحبيبة الخالدة فان الدور ليس فقط على المثقفين والمعلمين فحسب بل على البيت الدور الفعال في إنتاج الجيل المتسلح بأصول اللغة وحب هذه اللغة، علينا كلا هدف واحد هو نشر الوعي بين الناس على وجه الخصوص و توعية الجيل الجديد على وجه العموم حتى يكبر وفي قلبه حب اللغة ومعرفة من هم أعداء هذه اللغة الذي يحاولون مسح وجودها أو تهميشها التحدي كبير والوسيلة هم نحن وهي في أيدنا وفي إرادتنا والهدف صعب الوصول ولكن مع الإصرار والعزيمة القوية ليس هناك صعب لابد أن نبدأ رحلة الألف ميل بالخطوة الأولى من اليوم فلنبدأ ونتوكل على الله وهو حسبنا ولا بُّد من أن نسلح أنفسنا بحب كلام الله ونسلح بيوتنا وفيه يكون صلاح المجتمع الذي يتكون منه ألامه
وما لم نجد طريقةً لتوصيل هذا الحل إلى المنوط بهم تطبيقه..
ونجد منطقًا يُقنِعهم بأهمية تطبيقه…
فسيأتي وقت، ترونه بعيدًا ونراه قريبًا، تصبح فيه لغتنا تهيمن عليها العولمة .
فلنحافظ. على لغتنا العربية والبداية من البيوت