مقالات

بين الاستقلال والنكبه ( في الطريق الى البحيره)

جمال شدافنة

احبتي في الله
ربما يكون ما اكتبه من نفحات من تلك الايام الخاليات لا يؤثر في الاجيال المعاصره ولا يعنيهم من قريب او بعيد
ولكني احاول ان انقل الصوره فيما استطيع وارسمها كتابه واجعل من يقرا يدخلها وان لم يعش احداثها وقد تكون لهم عبره مما مضى لما هو ات
لم يكن يوما عاديا ولا صباحا روتينيا فقد بدأت العائلات والاقارب يستقلون ما توفر لديهم من سيارات وشاحنات والفكره السائده انه في ذالك اليوم لا تحرر المخالفات ويتساهلون مما يحمل الناس من زيادات وحمولات
وكان لاخي الاكبر رحمه الله شاحنه قد وضع عليها سلالم خشبيه ليتسنى تحميل اولاد العائله وانا منهم طبعا
والكبار في تنادر ذات شوادر
ولانه كان لدي فطره الكتابه منذ الصغر كنت اصف تلك الاجواء في مواضيع الانشاء
وانطلقت المواكب من القرى والمدن الى وجهات مختلفه من انحاء الدوله الوليده اللتي كان اسمها فلسطين
الى الشطئان الى البرك الى الجبال الى الوديان
ولكن الوجهه المفضله كانت بحيره طبريا
ها نحن نعبر الطرق الجبليه نحو البحيره و حينما نصل الى قمه المنحدر المطل على البحيره يتعالى صوت الاولاد فرحا كلما اقتربنا حتى انهم يبدأون بتخفيف ملابسهم استعدادا للسباحه فقد كان حينها كما يقال بالعاميه (كلشي هجنه)
نظرت الى البحيره من بعيد وقد انعكست عليها اشعه الشمس فزادتها جمالا على جمال
وكلما انحدرت الشاحنه اقتربنا من البحيره حتى وصلنا
فاخترنا شاطئا للعائله وانزلنا الاحمال على الرمال
وفرشنا حصيره قديمه وبعض الفرش والمخدات
للكبار
اما الصغار فانزلوا العجلات المنفوخه ليركبوا الامواج
وبدأت النساء التحضير لوجبه الغداء وعبقت المكان رائحه الشواء
وانطلقنا كالسهام نحو الماء
فهذا يسبح وذالك يركب عجله واخرون يتراشقون بالماء وصدى ضحكاتهم يملأ الاجواء
وعيون النسوه الثاقبه تراقب الاولاد وتصيح احيانا حينما نتجرأ على التعمق في البحيره اكثر
( ارجعوا لورا الميه غداره)
ويقلن للرجال (عزا انهروا على الاولاد فيتوعدون من يغامر بالعقاب حينما يخرج من الماء واصواتهم تجلجل
وبعد ان ينهكنا التعب من السباحه واللعب في الماء نتناول وجبه الغداء وبعدها يتراخى الجميع وترتاح الاجساد وينام البعض على صوت الأمواج في ساعات العصر
ونستفيق للعب الكره على الشاطئ ويحاول كل منا اظهار مهاراته امام الكبار
واحيانا تلقى الكره الى الماء من ضربه احدنا فنحضرها سباحه ونستمر في اللعب لا نكل ولا نمل
ورويدا رويدا تنحدر الشمس نحو الافق وتخف حرارتها وتختفي خلف الجبال المحيطه في البحيره
فتهب نسمات الغروب فتعلوا الامواج قليلا وتتعالى اصواتها
فنبدا بتجميع الاغراض ووضعها في الشاحنه واثار الرمال على اجسادنا
وتظهر الاضواء الخافته في البيوت المحيطه في البحيره وتتفقد الامهات الاولاد وينطلق الموكب في طريق العوده الى القريه
من خواطري

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق