التاريخ يعيد نفسه ويرجع بالعرب مائة سنه ونيف الى الوراء لوثيقة هنري كامبل رئيس وزراء بريطانيا سنة 1905–1907 حين دعا الدول الاستعمارية فرنسا , ايطاليا وهولندا الى احتلال الدول العربية وتقسيمها الى دويلات وتنصيب قيادات فاسده ليسهل السيطرة عليهم , وهذا ما تم بعد انكسار وهزيمة الدولة العثمانية بالحرب العالمية الاولى سنة 1914 وتقسيم الوطن العربي حسب اتفاقية سيكس-بيكو , ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا الامة العربية مستقله اسميا ولكنها مستعمرة فعليا , ومخابرات الدول الاستعمارية هي التي تدير شؤون هذه الامة وتحمي أنظمتها الفاسدة و تستغل ثرواتها , ولها اكبر القواعد العسكرية فيها للسيطرة الفعلية عليها , وأصحاب العبي والسراويل البيضاء يعملون نواطير عندهم ويحرسون هذه الدويلات المصطنعة , والامة العربية اليوم هي أضعف ما كانت عليه قبل مئة سنه بكثير بل هي في وضع انحطاط لم يسبق التاريخ ان سجل على امة من الامم هذا الانحطاط والضعف , اربعة مئة مليون عربي ليس لهم تأثير على مجريات الامور لما يحدث لهم ولوطنهم وشعوبهم , امة قرار مصيرها ليس بيدها وهذه الحالة اصعب حاله تواجهها هذه الامة المنقسمة على نفسها حيث شتت شملها العصبية القبلية والمذهبية والطائفية , وكما قال المثل : هيك امه بدها هيك مزبطه , وكما قال الرسول : ” كيفما تكونوا يولى عليكم “.التاريخ يعيد نفسه وها نحن اليوم امام خطة استعمارية جديده لتغيير خارطة الوطن العربي لدويلات فئوية لإضعاف هذه الامة أكثر فاكثر كما خطط لها هنري كامبل قبل أكثر من مئة سنة .
الدكتور صالح نجيدات