منوعات

قصة هندية ترجمها إلى اللغة العربية عبد الحفيظ الندوي

تزوج راهول وبريا ودخلا السنة الخامسة من حياتهما الزوجية. كانت علاقتهما دائمًا مليئة بالحب والصداقة. ومع ذلك، لم يتوقعا أبدًا أن سوء تفاهم صغير قد يتحول إلى كارثة كبيرة.

في بداية الأسبوع، طلبت بريا من راهول طلبًا بسيطًا: “بعد العمل عندما ترجع اشترِ لي عبوة من ماركة القهوة المفضلة لدي, من فضلك!”

“حسنًا، بالتأكيد، سأذكر ذلك” قال راهول وهو يحمل جواله بيده، وركب سيارته متوجهًا إلى المكتب في عجلة من أمره.

وفي المساء، وصل راهول إلى المنزل. رغم أنه كان يحمل ملفات المكتب وغيرها من الأشياء، لم يتذكر القهوة التي طلبتها بريا قد نسيها نسيا منسيا.

كانت بريا تنتظره بفارغ الصبر. وعندما وضع راهول حقيبته على الطاولة وفتحها، توجهت عيناها إلى يديه، لكنها لم تجد عبوة القهوة التي كانت ترغب فيها.

“لقد طلبت منك شيئًا واحدًا فقط في الصباح… راهول، لكنك نسيت!” قالت بريا بصوت مليء باليأس والغضب.

“لقد نسيت ذلك، بريا. هل هو أمر كبير؟” أجاب راهول بصوت مليء بالاستياء.

“ليس أمرًا كبيرًا؛ لكنك لم تعر اهتمامًا حتى لأبسط احتياجاتي. بالنسبة لي، هذا شيء كبير جدًا” ردت بريا بغضب.

تسللت كلمات خاطئة بينهما وكادت تقطع حبهما

بدأا في لوم بعضهما البعض.

“أنت دائمًا هكذا!”

“رغباتك مبالغ فيها!”

ارتفعت أصواتهما بسرعة…

في تلك الليلة، رغم أنهما كانا في نفس السرير، شعرا وكأن هناك جدارًا غير مرئي بينهما. لم يتحدث أي منهما.

مرت الأيام والأسابيع، واختفت الضحكات والألعاب من المنزل. كانا يتناولان الطعام في صمت، وحتى الأمور الضرورية لم يتحدثا عنها.

رغم أن كليهما كان يشعر بالألم في قلبه، إلا أنهما لم يكونا مستعدين للتنازل.

في يوم من الأيام، كان راهول جالسًا في غرفة منعزلة. وفي تلك اللحظة، صادف أن شاهد فيديو قصير يتحدث عن كيفية حل الزوجين  خلافاتهما.

“لماذا يجب أن نثبت أن أحدنا هو المخطئ؟ يكفي أن نحاول أن نحب بعضنا البعض،”

كانت تلك الكلمات تخترق قلبه بعمق.

لم ينتظر طويلًا. أخذ ورقة وقلمًا من الرف وكتب:

“بريا، لقد ارتكبت خطأ كبيرًا. صحيح  أنني تجاهلت رغبتك الصغيرة. ولكن، أنتِ لستِ صغيرة. لم يكن الأمر أنكِ غير مرئية لي، بل كانت تصرفاتي هي التي جعلتك تشعرين بذلك. الآن، أصبح واضحًا لي كم كان ذلك خطأ كبيرًا. أرجو أن تسامحيني.”

ترك الرسالة على الطاولة، وانتظر راهول.

عندما قرأت بريا الرسالة، امتلأت عيناها بالدموع. اختلطت مشاعرها بالأسئلة:
“هل أنا حقًا، من أجل عبوة قهوة واحدة، تصرفت الكبرياء مع أحب الناس إلي؟ ألم أكن أنا المخطئة أيضًا؟”

قررت أن تكتب ردًا. اعتذرت وأشارت إلى أنها فقط كانت ترغب في أن يُؤخذ رأيها بعين الاعتبار.

في صباح اليوم التالي، التقيا في المطبخ. نظرت بريا إلى راهول، ونظر إليها هو أيضًا. كان هناك حديث غير مسموع بين عيونهما فقط لحظات على الرغم من أنهما ابتسما بابتسامة خفيفة، كانت تلك الابتسامة مليئة بالمعاني.

ثم ذهب راهول إلى المتجر. عندما عاد، كان يحمل عبوة صغيرة في يده – ماركة القهوة المفضلة لدى بريا…

هزها في يده ليُريها إياها.

“لن أنساكِ أبدا ” قال مازحًا.

“دون أن تذكرني بأي شيء” ردت بريا ضاحكة.

في ذلك اليوم، تعلم كل من راهول وبريا بعض الدروس:

لا يجب أن نخلق مسافة كبيرة بسبب الأخطاء الصغيرة.

التواصل هو الحل لجميع المشاكل.

لا يجب أن نستهين حتى بأبسط احتياجات أحبائنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق