نشاطات
رؤية هذه السلسلة يكتبها د. محمد طلال بدران – مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية
التواصل بين الأجيال: كيف نبني جسوراً بين الآباء والأبناء في زمن الفجوات الثقافية في ضوء النصوص الدينية (2)
كنا قد ذكرنا في مقالة الأمس: أن التواصل بين الأجيال يعتبر ركيزة أساسية لتحقيق الترابط الأسري والمجتمعي، ولكن في ظل التغيرات السريعة والتطورات التكنولوجية والثقافية المتلاحقة، باتت الفجوات الثقافية بين الآباء والأبناء أكثر وضوحاً، مما يوجب العمل على تعزيز هذا التواصل بواسطة بناء جسور فعالة، ويمكن الاستفادة من خلال هذه المجموعة من المقالات رؤية مهمة حول كيفية بناء تواصل إيجابي بين الأجيال، وذكرنا في مقالة الأمس نقطتين، ونستمر معكم في تقديم المزيد من النقاط التي يمكن الاستفادة منها في محاولة ردم الفجوة بين الأجيال، خصوصًا بين الآباء والأبناء في الأسرة الواحدة.
3- القدوة الصالحة:
يُظهِر الآباء قيمهم وسلوكهم من خلال أفعالهم، مما يجعلهم قدوة حسنة لأبنائهم، ويغرس فيهم القيم الصالحة التي تتجسد أمامهم عملياً، مما يساهم في تعزيز التواصل القائم على الاحترام المتبادل، ولترجمة ذلك عمليًا، فيمكنهم القيام بذلك من خلال مجموعة من السلوكيات الأساسية التالية:
أ- الالتزام بالقيم:
فعلى الآباء أن يعكسوا القيم التي يودون أن يرثها أبناؤهم منهم، مثل الأمانة، والاحترام، والتسامح.
ب- التواصل المفتوح:
يجب أن يكون الآباء مستمعين جيدين ومتقبلين لمشاعر أبنائهم، فهذا يبني الثقة ويقوي العلاقة؛ -ويمكن الرجوع إلى مقالة الأمس ففيها توضوح مهم-
ت- التوازن بين الحزم والرحمة:
من الضروري أن يكون الآباء قدوة في اتخاذ قرارات حازمة ولكن مع إظهار الرحمة والتفهم لمواقف الأبناء.
ث- المثابرة والتعلم المستمر:
حين يرى الأبناء آباءهم يسعون للتعلم وتحسين أنفسهم، وتطوير قدراتهم، فإنهم سيشعرون برغبة أكبر في تبني نفس النهج.
ج- التفاني والرعاية:
يُظهر الآباء أمام أبنائهم أن العائلة تأتي في المقام الأول من خلال العناية بأفرادها وقضاء أوقاتٍ معهم، وفتح حواراتٍ بينهم مما يؤدي إلى توطيد العلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة.
ح- الصبر والتوجيه المستمر:
يدعو الإسلام إلى الصبر في التعامل، حيث يحتاج الأبناء أحياناً إلى وقت أكبر لفهم توجيهات الآباء والتكيف معها، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا} (آل عمران: 200)، فالصبر هنا يسهم في بناء الثقة والاحترام المتبادل بين أفراد الأسرة الواحدة
ط- التفاعل في المناسبات الأسرية:
تشكل المناسبات العائلية فرصاً لبناء الروابط بين الأجيال، حيث يتم تبادل الأفكار والمشاعر، مما يعزز الألَفة والمحبة بينهم ويجعل اللقاءات أداة لتجسير الفجوات… انتظروا المزيد في مقالة الغد بمشيئة الله تعالى
– صباحكم طيب ونهاركم سعيد وآمن، ولنُكثر من الدعاء لتفريج الكروب وإخماد نار الحروب، ولا ننسَ الصلاة على خير مبعوث للعالمين، محمد ﷺ.
مقالة رقم: (1776)
09 جمادى الأولى 1446هـ
الأثنين 11.11.2024 م
باحترام:
د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)