مكتبة الأدب العربي و العالمي
__ كيد النساء ..
يحكى أن امرأتين دخلتا على القاضي ابن أبي ليلى وكان قاضيآ معروفآ وله شهرته في زمنه .. فقال القاضي : من تبدأ ؟…
فقالت إحداهما : أيها القاضي مات أبي و أنا صغيرة ثم تزوجت أمي و رحلت بعيدة و تركتني وحيدة .. و هذه عمتي وهي التي ربتني وكفلتني حتى كبرت.. ثم جاء ابن عم لي فخطبني منها فزوجتني إياه .. وكانت عمتي عندها بنت فكبرت البنت وعرضت عمتي على
زوجي أن تزوجه ابنتها بعد ما رأت بعد ثلاث سنوات من خلق زوجي .. و زینت ابنتها لزوجي لكي يراها فلما رآها أعجبته فقالت له العمة : أزوجك إياها على شرط واحد أن تجعل أمر ابنة أخي (أي زوجتك الأولى والتي هي أنا ) إلي .. فوافق زوجي على الشرط ..
وفي يوم الزفاف جاءتني عمتي وقالت : “إن زوجك قد تزوج ابنتي وجعل أمرك بيدي
فأصبحت أنا ليلة وضحاها مطلقة
وبعد مدة من
الزمن ليست ببعيدة جاء زوج عمتي من سفر طويل
فقلت له : “يازوج عمتي .. أتتزوجني بعد أن تطلق عمتي ..؟ “..
وكان زوج عمتي شاعرآ كبيرآ و ثريآ وليس له أولاد و تزوجته عمتي
بعد وفاة زوجها الأول .. فوافق زوج عمتي وقلت له
لكن بشرط أن أخبر أنا عمتي بأنها طالق.
فوافق زوج عمتي على الشرط، فأرسلت لعمتي وقلت لها :
قد جعل أمرك إلي وأنتي طالق
ثم تزوجته بعد انقضاء عدة عمتي
فأصبحت عمتي مطلقة وواحدة بواحدة أطال الله عمرك .
فوقف القاضي عندما سمع الكلام من هول ما حدث وقال: يا الله
فقالت له : اجلس إن القصة ما بدأت بعد ..
فقال: أكملي
.
قالت : وبعد مدة مات هذا الرجل الشاعر وورثته فجاءت عمتي تطالب بالميراث من زوجي الذي هو طليقها فقلت لها :
“هذا زوجي فما علاقتك أنت بالميراث ؟”.
وعند انقضاء عدتي بعد موت زوجي جاءت عمتي بابنتها وزوج ابنتها الذي هو زوجي الأول وكان قد طلقني وتزوج ابنة عمتي ليحكم بيننا في أمر الميراث …فلما رآني تذكر أيامه الخوالي معي
وحن إلي .. فقلت له : تعيدني ؟.. فقال : نعم .
فقلت له : بشرط أن تجعل أمر زوجتك ابنة عمتي إلي
فوافق
.فقلت لابنة عمتي أنت طالق
فوضع أبو ليلى القاضي يده على رأسه .. ثم قال :
والآن .. أين السؤال ؟
فقالت العمة : أليس من الحرام أيها القاضي أن نطلق أنا وابنتي ثم تأخذ هذه المرأة الزوجين والميراث ؟…
فقال ابن أبي ليلى : والله لا أرى في ذلك حرمة .. وما الحرام في رجل تزوج مرتين وطلق وأعطى وكالة ؟..
وبعد ذلك ذهب القاضي الى الخليفة أبي جعفر المنصور وحكي له
القصة فضحك