مكتبة الأدب العربي و العالمي

هي دي اللي أنت متجوزها “

جملة سمعتها من صاحب عمري بعد ما شاف مراتي في فرح ابن المدير كان عازمنا علي الفرح ومن كسوفي خدتها وروحنا البيت.

سيبتها ونمت في أوضة الأطفال برغم إنها اتجرحت من كلام صاحبي وانا سكت ومردتش عليه، وتصرفي في الموقف ده طبيعي لإني مبحبهاش وعمرى ما حسيت بيها.

مجرد بنت ملامحها مش حلوة، اتجوزتها بأقل التكاليف في شقة صغيرة مفيهاش مطبخ، والوحيدة اللي قبلت بظروفي، وفي الخطوبة جبتلها دبلة يادوب ، كانت جوازه وخلاص ،كنت بدور على نفسي بره مع بنات تانية غيرها،وكنت خاين ليها من اول شهر،
كانت بتشوف رسايلي معاهم وكانت بتعيط وتسكت وتكتم في قلبها ،كانت عاوزه تعيش ،
عشان آخر مرة واجهتني فيها ضربتها وذلتها.

كانت بتهتم بيا وبتراعي ربنا فيا، كانت راضية بشكلها وكل أمنيتها في الحياه بيت هادي وطفل مني!

بس أنا حرمتها من أبسط حقوقها، مكنتش بقولها كلمة تجبر الخاطر ولا افتكر في مرة فرحتها بحاجة،
كانت دايمًا تلفت نظري وتقولي فلان جاب لمراته وردة وقالها ” بحبك ” وفلان بيفسح مراته وفلان بيقعد مع مراته في البلكونة، بس أنا كنت بطنش الكلام ده، وكل ما كنت بدخل الشقة كنت بلاقيها مشغلة قرآن وراشة معطر وعاملة شعرها بطريقة حلوة جدًا، طابخة أكل بحبه!

بس كنت كل اللي بعمله إني باكل
تسألني الأكل حلو عجبك ..أقولها
آه الأكل حلو النهاردة!

حتى لما كانت تقولي الأكل بس؟
كنت برد وأقولها: هو في حاجة تانية؟
فضلنا كدا لحد ما في يوم قولتلها تروح لأهلها يومين،
ولما رجعت فجأة بدون ما تقولي لقت ست معايا في الشقة، أنا وقتها حسيت بصوت قلبها وهو بيتكسر مليون حتة،
ومن جبروتي قعدت أزعقلها وأقولها إزاي تيجي فجأة من غير ما تعرفيني؟

لاقيتها سكتت ودخلت الأوضة وانهارت من العياط،
والست اللي كانت معايا مشيت، قعدت في الصالة وأنا مستغرب نفسي،
إزاي أبقى وحش للدرجة دي لمجرد إن شكلها مش مقبول بالنسبة ليه؟

دخلت الأوضة حطيت إيدي على كتفها لاقيتها انتفضت ومسكت إيدي بعدتها كأنها نار لمستها، مكنتش عارف أقول إيه فقولتلها
” أنا آسف ” وسيبت الشقة ومشيت!
بقيت كل يوم بشتري كل حاجة بتحبها، وبعاملها كويس وبكل حب و بساعدها في شغل البيت بس هي كانت مطفية،بقت زي الورده اللي دبلت.

مبقتش قادرة تفرح تاني خلاص، قلبها مات!
شديتها من إيديها وقعدتها وقولتلها:
أعمل إيه تاني وتفرحي؟
أنا غلطت في حقك كتير ومعترف، وبعدين مش قولتي قبل كدا إنك سامحتيني؟
لاقيتها بتضحك بوجع وبتقولي:
مين قال إن مسامحتنا لحد وكلامنا معاه بعد غلطه فينا تخلينا نرجع الود اللي بينا ؟

المسامحة دي حق الله أما رجوع المحبة حقنا إحنا،
والقلوب ملك للَّـه مش ملكنا، أما التسامح فله ألف باب، و أما الود فقد كسرت بابه اكتر من مره.
كلامها نزل على قلبي كسر عليه مليون باب، بلعت ريقي وبصيت لملامحها اللي كانت منورة بشكل غير طبيعي،
وضحكتها الجميلة برغم كسرتها وحزنها، أول مرة أعرف إن ملامحها هادية وتتحب، حسيت إني عاوز أفضل حاضنها ومسيبهاش لحظة بس للأسف مبقاش ينفع،
ده كان حقي وأنا خسرته بنفسي!
سكت وقولتلها: ليه مكنتيش بتقولي لأهلك لما بزعلك؟
ردت وقالت: أهلي ميفرقوش حاجة عنك، محدش فيهم هيجيبلي حقي،
جوزوني أي جوازة وبخسوا بيا عشان شكلي، ودلوقتي هيخافوا يطلقوني عشان ممكن محدش يتجوزني، أنا جيت الدنيا لوحدي ومليش فيها غير ربنا.
قالت كلامها ونامت .
وأنا اللي فضلت طول الليل صاحي مش عارف نام.
احساس انك ظالم حد إحساس ميتوصفش.

لقيت روحي داخلت عليها جرى وأنا ابكي.
حاولت إني اصحيها بس مفيش فايده.

كانت راحت مني ….ماتت من الحسرة  ،ماتت من وجع القلب.مقدرتش تستحمل .سابتني مع إحساسي بالذنب.
أنا حالياً مش عارف اعمل ايه ومش قادر أنساها.
وبقول يارب سامحني علي اللي عملته معاها.

عزائى الوحيد الأن أنها في مكان أحسن من اللي كانت معايا فيه.
ومش عارف هل ربنا هيسامحني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق