هذا قلبي الذي يحطّ العيد على أرنبته في خاتمة هذا الشهر المجيد. من قال إنّ الأشهر لا تختار أفرادها من البشر ومن الأحداث والذكريات؟
وبهذا المعنى فهو يستمدّ مجده منكِ أيضا، أنتِ سناء.
تتزاحم الكلمات في رأسي وإبهام إصبعي الذي يكتب برجفة طفل يتعلّم فكّ الخطّ. ألستِ تعلمينني فكّ طلاسم الحياة؟ تتزاحم الكلمات وتفرّ مثل النحل من قفيرها بحثا عن الشهد. هل أجمل منكِ شهدا في عينيّ؟
كيف يمكنني أن أكسر جرّة الوقت المتكلّس في المآقي العطشى لأكتب شيئا عن عيدكِ في عيدكِ وأنت في عينيّ العيد؟
إلى سنديانة قلبي التي تحفّز لديّ بصوتها وكلماتها المنتقاة الرغبة في الصمود والاستمرار. سنديانة قلبي التي تظلّل انتصاراتي كما انكساراتي ولا تتعب. المرأة الخارقة التي لا تغفل عن رسالة مغموسة في الكبرياء والحذر لئلا تخمش كلمة واحدة صمودي الهشّ ” ميلاد بتسلّم عليكِ خالتو إشراق.. بلا خالتو بلا زفت!”.
ويا قلبي هل أبوح لكِ بأن جهازا اصطلاحيا كاملا حين أقوله أو أسمعه يحيلني إليكِ ويحيل عليكِ “ممنوع نستسلم. أبدا هاد الاشيء مرفوض. بديش دموع! أشوف كيف تشتغلي بلا دموع؟ بعدين وليد يزعل”
تسري هذه العبارات داخل البرد الذي يجتاحني فأدفأ.
أنا لا أحتاج أمامكِ إلى الحديث. أنتِ تفهمين صمتي وتبرئين جراحه وتسندين ابتسامته. وأنتِ لا تحتاجين إلى دموعي كي تتحسّسي أرقي لكنّكِ تتعالين على جراحنا الجماعية الغائرة بابتسامةٍ ساخرة من الزمن القادم من غدٍ أحمق. هذه سنائي وهذا الضوء الذي ينير حلكة الفجيعة الخانقة. وبهذا المعنى فأنتِ نبيّتي.
وبهذا المعنى أيضا فأنتِ أل التعريف في كلّ شيء
أنت تعريفٌ لكلّ شيء. وأنا مدينة لكِ بكل ما لم يأتِ بعد
ويا سنديانة قلبي أنا على العهد. ولا يخلف العهد من شعلته من ناركِ
كلّ سنةٍ وأنتِ أمّ الميلاد 🌿