مكتبة الأدب العربي و العالمي

“صديقة الجن ” الجزء الاول

.تقول حينما كنت أبلغ من العمر سبعة عشر عاما كنت حينها أسكن بحي شعبي من أحياء المدينة القديمة من صغري شهد الجميع لي بالطاعة والسكينة لم أكسر لهم كلمة واحدة طوال حياتي وذلك لأنهم أحسنوا تربيتي وكانوا طيبين القلب معي ومع الجميع.

لقد كان كل اهتمامي حينها منصب على حبي للقرآن الكتاب كتاب الله كما أنني كان لدي يقين بأن أعمل بكل حرف جاء فيه كانت حياتي تنعم بالهدوء والسلام لأبعد الحدود ولكنها اتخذت مجرى آخر عكس المتوقع تماما فقد ساءت حياتي
بداية الفاجعة بحياتي

في منذ زمن ولكنه ليس بالبعيد كانت في الأحياء الشعبية التي كنت أسكن بإحداها لا ينبغي للفتاة في المدينة أن تتجاوز سن العشرين دون أن تتزوج وكواحدة من آلاف الفتيات حينها كان لزاما علي أن آخذ بهذه المعتقدات والأعراف وأرضى بأول نصيب لي ولكن كان من تقدم  لي بالزواج آخر إنسان كنت أتوقع أن أكون له إنه ابن خالتي

لم نكن نعلم عنه شيئا ولا عن والدته التي من المفترض أنها خالتي، وذلك بسبب أن العلاقات بيننا وبينهم كانت منقطعة من الأساس علاقة والدته بوالدتي لم تمنعه من أن يحبني ويتقدم بطلب الزواج بي ونظرا لكونه شابا على خلق ودين قبل به أهلي وقبلته زوجا لي ودامت فترة الخطبة بيننا قرابة العامين ونصف لم أرى منه خلالها إلا كل ود وحب واحترام

وطوال فترة الخطوبة هذه كان يتمنى كل الرضا لي كان يعاملني بطريقة يحسدني عليها القريب قبل الغريب وجاء موعد الزواج أعترف أنني أحببته من كل قلبي وكل مخاوفي تجاهه زالت بفضل معاملته والتي لم يكن لها مثيل.

قضينا أسبوع عسل نعم كما سمعتم أسبوع فحسب أعلم أنه في كل أرجاء العالم يكون شهر عسل ولكن بما إننا في حي شعبي فكان يكفينا أسبوع عسل كانت سبعة أيام حوت سعادة الكون بما حولى ولكن دائما ما تنعكس طبيعة الأشياء من حولنا فبعد هذه الأيام السبع انقلب حال زوجي كليا وتغيرت معاملته معي وبان  الفرق الكبير في المعاملة

في اليوم الثامن قام زوجي بزيارة والدته خالتي وما إن عاد حتى بدأ يرمقني بنظرات مليئة بالاستحقار لم يكن يقترب مني وكأنه حيل بيني وبينه والأدهى من ذلك أن زياراته لوالدته تعددت كثيرا وتكررت وبات بعيدا عني كل البعد

لا يعاملني كمعاملة الأزواج بل كمعاملة شخص أجبر على العيش مع شخص لا يطيقه ولا يقوى على النظر إليه
كان على الدوام يخبرني عن قباحتي على الرغم من كوني أتسم بعلامات الجمال وليست شهادة مني امتداحا لنفسي ولكنها شهادة من الجميع

كنت أتعجب حينها عندما أجده ينفر من التواجد معي أو التقرب مني وينعتني  بقبيحة الشكل لم تكن شهادة ممن حولي وحسب بل كانت شهادته بنفسه

أيقنت أن هناك شيء خاطئ يحدث ولكنني لم أحدد ملامحه بعد كان يتعمد دوما النوم بعيدا عني تارة في الصالة وتارة في حجرة الضيوف وبدأت حياتنا سويا في أولى مراحل الجمود والبرود عودت نفسي على التعود على كل أوضاعه

أجبرتها على التعايش معه والتكيف على كل طباعه حتى وإن كانت حادة ولاذعة ولا تقبلها أية امرأة على نفسها لقد بات الأمر لا يشكل أي فارق بالنسبة لي لم أرى في أمر زواجي برمته سوى رضا ربي فيه

مرت الأيام متباطئة ومملة ومميتة في آن واحد مر أربعين يوما على زواجنا وبدأ ظهور الأشياء الغريبة وحدوثها معي ففي يوم من الأيام بدأت الأعمال المنزلية من تنظيف وغسيل للملابس وطهي للطعام وخلافه بعدما أعددت له الإفطار وغادر المنزل لعمله، وبعدما انتهيت من كل شيء صليت الظهر واتكأت على السرير بحجرة نومي

جعلت أقلب بنظري يمينا ويسارا حتى غفوت، و يا ليتني لم أغفو في هذا اليوم، استيقظت على أصوات غريبة من حولي وكأنني في سوق يعج بالناس فهناك من يصرخ عاليا لا يعجبه السعر وهناك من ينادي الناس ليشتروا منه بضاعته

جلست مذهولة مما سمعت في نومي واعتبرته كابوسا منزعجا ولكنني صعقت أكثر من ذهولي عندما رأيت الدولاب أمامي وقد فتح على مصرعيه والسوق بداخله في البداية كنت أسمع أصواتا ولكني الآن بت أسمع وأرى

#يتبع

عن قصص وحكايات العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق