مقالات
الافعى وشجره السرو بقلم : جمال شدافنة
احبتي في الله في طريق العوده الى البيت صادفت احد اقراني وجيراني واصدقاء طفولتي وهو يسير منهكا وقد اعياه المرض منذ سنين فتوقفت وسلمت عليه وسألته عن احواله وعن صحته فقال :والله الصحه مش نافعه صديق طفولتي
فقلت : لا بأس عليك ربنا يفرج عنك انه على كل شيئ قدير
وفضلت ان لا اخوض معه في قصه مرضه وبدأت اشجعه وارفع معنوياته وانا انظر الى وجهه الشاحب وقد غارت عيناه قليلا وتقوس ظهره ونحف جسمه وبدأ اليأس يتسلل الى نفسه
فقلت في نفسي يا الله اذالك هو صديق طفولتي اللذي كان يتميز بالقوه والعناد والضحكه المميزه وكأني اسمعها واستعيد صداها وهي ترتد من حيطان حارتنا القديمه
وانا انظر الى تقاسيم وجهه تحركت في نفسي نفحات من تلك الأيام الخاليات
كيف انساها اليست جزءا من الحياه
فقلت في نفسي استعيد معه طرائف ذكرياتنا من ذالك الماضي السحيق
ولم اختر الطرائف عبثا
وبدأت اسرد له تلك الطرائف وكأني امسح عن ذاكرته الغبار وهو يصغي اليي بلهفه وشوق وبدأت تتهلل اسارير وجهه ويحاول ان يستعيد ضحكته القديمه المميزه
فقلت له : اتذكر اشجار السرو على طول هذا الشارع في حارتنا اللتي بنيت مكانها البيوت واصبحت اثرا بعد عين
فقال: وقد حركت خياله
نعم نعم اذكر
فقلت: اتذكر الافعي اللتي سقطت على احد اقراننا من اعلى شجره السرو ونحن في جلسه الاستراحه ما بين الشوطين حينما كنا نلعب كره القدم في ملعب الزيتون الشمالي
حينها وقعت الافعى في حضن صديقنا ومن هول الصدمه انعقد لسانه ولم يعد يقوى على الكلام فأخذنا نسكب الماء على رأسه ونمسح بها وجهه
ولحقنا الافعى وهي تنسل بين الحشائش وحطمنا رأسها واحضرناه ليراها لعله يستعيد النطق و تذهب عنه الصدمه
اتذكر كم كانت فرحتنا حينما بدأ يستعيد النطق وتتجمع لديه الحروف !؟
اتذكر صديقي كيف احتضناه وبدأنا نضحك سويا وصدى ضحكاتنا يرتد من الجبل ؟؟
وانا اتحدث وهو يضحك من قلبه ولا يريدني ان اتوقف فاحسست بسعاده داخليه لا استطيع ان افسرها
فأستأذنته قائلا : لا بد ان اذهب للأسعتداد لأسافر للعمل في تلك المدينه البعيده الصاخبه
فقال : كم سعدت بلقائك وحديثك صديق الطفوله
كلما مررت تعال عندي نشرب فنجانا من القهوه ونستعيد ذكرياتنا
فقلت ان شاء الله وانت كلما مررت من هنا تعال نجلس تحت الداليه في ساحه بيتي نتفيأ بظلها واعطيك حصتك من عناقيد العنب
(الفيديو للتوضيح فقط)
من خواطري