مكتبة الأدب العربي و العالمي

قصة. فتاة البادية / كاملة

منذ أن تقدم لخطبتي وأنا أرى نظرات الإشمئزاز منه رغم كل الملابس الفاخرة والمجوهرات التي قدمها في ذلك اليوم إلا أنني أحسست أن هناك شيء خاطئ وكأنه مرغم على الزواج مني والدته كانت سعيدة بي جدا وكانت تخبرني أنني ابنتها التي لم تنجبها وان احتجت أي شيء ستقدمه لي على طبق من ذهب كان يسعدني كلامها كثيرا لكنه لم يكن يخفي حقيقة أن ابنها لم يكن يريد هذا الزواج..
ودائما يقول : أنا لا أراك كأنثى وأقرف منك لا شيء جميل بك يا فتاة البادية الثوب لا يليق بجسم تخم كهذا وبشرة سوداء أنا لن أقترب منك و لو تطلب ذلك موتي زواجنا هذا سيستمر لمدة سنة واحدة فقط وبعدها سأطلقك وخلال هذه الفترة أنا أعدك يا فتاة البادية لن ينقصك شيء ولن تعودي لزوجة والدك مذلولة ان التزمت الصمت”
كلماته كانت جارحة..أمسكني من اليد التي توجعني،من لم يكن يعرف في البادية معاناتي مع زوجة والدي أكيد شخص ما أخبره،لم أعطه جوابا يومها دخلت الحمام مباشرة وأطلقت العنان لدموعي…
لم أنم طوال الليل،كيف لي ذالك بعد أن أقدم زوجي على جرح أنوثتي تمنيت فقط لو كانت لي أم حتى تجبر بخاطري وأب أعود حتى أرتمي بأحضانه بعد خروجنا من الفندق توجهنا مباشرة إلى المنزل الذي سنعيش فيه وهناك كانت تنتظرني أسوأ أيام حياتي…أيام قليلة وبدأت تأتي فتاة ملابسها فاضحة جدا،فهمت أنها عشيقته كانت تتصرف في البيت بأريحية وكأنها سيدته..لم يتوقف هنا بل جعلني كخادمة أغسل ملابسهما أنظف البيت أطبخ…لم أكن أملك القوة للدفاع عن نفسي،فأنا فتاة البادية التي لم تكمل تعليمها..لا أجيد القراءة ولا الكتابة..
بقيت على هذا الحال إلى أن أتى اليوم الذي غير مجرى كل شيء،
كنت لوحدي في البيت تحديدا في المطبخ أقوم بطبخ العشاء،أما هو فقد خرج مع معشوقته منذ الصباح وسيعود في الليل معها،أثناء انشغالي في المطبخ سمعت جرس الباب حقا دب الرعب في قلبي هل أتى باكرا..العشاء لم يجهز بعد ياالهي سيقوم بضربي..هذا ماحدث به نفسي وأنا أسمع الجرس،خطوت مسرعة وفتحت الباب و مفاجأة لم يكن لا هو ولا معشوقته بل كان رجل لم أره من قبل سألني اذا كنت فلانة أجبته بنعم،فأخبرني بأخر شيء توقعته
-زوجك في المستشفى..لقد تعرض لحادثة سيارة وهو الأن في الإنعاش
اختلطت علي الأمور حقا لم أصدق في البداية لكن بعد أن آراني شارته الخاصة مخبرا اياي أن شرطي ويستطيع ايصالي إلى المستشفى…طلبت منه انتظاري عدت للداخل أطفأت النار وارتديت جلبابي وعدت اليه..في طريقنا أخبرني أن زوجي لم يكن لوحده بل كانت معه فتاة وبأعجوبة لم تتآذى..حين وصلت دخل معي والتقيت بالطبيب المشرف عليه وهو بدوره أخبرني أخر شيء توقعت حدوثه..
حالته كانت صعبة حقا لكنه الأن تعدى مرحلة الخطر بفضل الله..لكن مع الأسف لن يستطيع تحريك قدميه وسيحتاح إلى ترويض تتراوح مدته من سنة إلى سنتين حتى يستطيع المشي من جديد..
بقيت بجانبه في المستشفى إلى أن استيقظ،ويالهي حين علم بأمر شلله جن جنونه وألقى اللوم علي قائلا بأنني رشيت الطبيب حتى يفعل ذلك،حاولت والدته تهدئته لكن دون جدوى..لم أخبرها أبدا عما كان يجري بيننا لم أخبرها أن زوجة ابنك لا تزال عذراء،لم أخبرها ان ابنها كان يقضي ليالي معى أخرى في الغرفة التي من المفترض أن أكون أنا ملكتها. التزمت الصمت إلى أن استفردت به في بيته
في يومي الأول معه استيقظت باكرا قبله وأنا عازمة على الإنتقام.
دخلت إلى المطبخ وشرعت في تحضير الفطور فور انتهائي وضعته على المائدة وذهبت مباشرة إلى زوجي دخلت الغرفة كان مستيقظا وعلى وجهه نظرات غاضبة ألقيت عليه تحية الصباح والإبتسامة لا تفارقني رغم أنني أحترق من الداخل اقتربت منه حتى انزع الغطاء عنه لكنه أمسك يدي وأبعدها قائلا ابتعدي عني واخرجي من غرفتي حالا
ماخطبك زوجي ألا تريد تناول الإفطار
خاطبته بطريقة مستفزة مما زاد غضبه اقتربت منه..أمسكته بعنف وبصعوبة وضعته على الكرسي المتحرك توجهت به إلى الحمام وبدأت أملأ حوض الإستحمام بالماء البارد..سحبته نحو الحوض وانتظرت قليلا إلى أن امتلأ،لم يتوقف عن تساؤلاته عن ماذا سأفعل،لم أقم بالرد عليه وكأنني لاأسمعه تعمدت تجاهله كما كان يتجاهل ألمي فور ما امتلأ الحوض وقفت خلفه ورفعت الكرسي قليلا ودفعته..وسط صراخاته واهاناته لي ضحكت عليه كان رأسه تحت الماء حاول التحرك لكنه لم يستطع إلى أن رفعت رأسه بيدي وألقيت على مسامعه كلماتي
أين كلماتك الأن هاه هيا قم ودافع عن نفسك،نادي على عشيقتك لتنقدك مني…
بدأت أغرق رأسه في الماء وعندما أشعر أن تنفسه سيتوقف أرفعه مرة أخرى دام الأمر لمدة نصف ساعة تقريبا إلى أن توسلني حتى أتوقف حينها فقط نزعته ملابسه وحمحمته بالماء البارد طبعا عند انتهائي جلسنا حول المائدة نظر للطبق أمامه الذي كان يحتوي على قليل من الخس والسبانخ وحبة طماطم مقطعة شرائح أما أنا فكان أمامي ما لذ وطاب من الأكل..
ماهذا
انه فطورك
تمزحين
لا والأن تناول فطورك في هدوء فرأسي يؤلمني
لم يضف كلمة..مسك الصحن ورماه بعيدا وأضاف كلمات مهينة،لم أغضب بل قلت بهدوء
لا تزال وجبة الغذاء بعيدة
تبا لك سأذهب وأتصل بمطعم
وهو في طريقه للهاتف أوقفته عن الحركة بقولي
حقا وكيف تنوي دفع ثمن طعامك
هههه لست فقيرا مثلك يا فتاة البادية  أظن أنك كذلك فحبيبتك اختلست أموالك لم تعد تملك قرشا واحدا كل مالديك الأن هو هذا البيت والسيارة
ابتلع ريقه وحرك الكرسي متجها نحو مكتبه حتى يتأكد من صحة كلامي فتح خزنته لم يجد بها أي مال تفقد حسابه البنكي من خلال حاسوبه وجده خال…
الأن وجد نفسه وحيدا لا مال لا أصدقاء ولا حبيبته التي لا طالما افتخر بها،أما أنا فوجدت عملا بفضل طبيب الترويض لقد ساعدني حقا كنت كلما ذهبت مع بما يسمى بزوجي للعيادة يستقبلني بابتسامة ويظل يسأل عن حالي اهتمامه ذاك جعلني أعجب به مضت الأيام أصبح زوجي هزيل الجسم قليلا وضعيف الشخصية كثيرا،عاملته بسوء أكثر مما يستحق شعرت بالذنب وقررت التوقف عن طريق الإنفصال
لازلت أتذكر دهشته عندما أخبرته أنني أريد الطلاق،ومازاد دهشتي هو طلبه بالبقاء معه،انهمرت دموعه كالشلال وهو يترجاني أن لا أتركه رق قلبي ووافقت بدأت أعامله باحترام واقتربت منه حقا وجدت الكثير من القواسم المشتركة بيننا ومنها حبنا للحليب بالشكولاطة الساخنة والقرفة…
مضت سنة وأصبح يستند علي للمشي كطفل في السنة من عمره..أصبحت أحبه حقا لكنني لم أخبره هو من كان دائما يخبرني كم أحبني وأنه لا يستطيع الإبتعاد عني و كم يتوق لأحمل طفله في أحشائي ومن حبي له ماكان علي سوى أن أحقق رغبته وأجعل منه أب.
(#النهاية)

 

عن : مواقع إلكترونية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق