الدين والشريعة

مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً..

بقلم حسنين القصاص

– مَن أتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عن شيءٍ، لَمْ تُقْبَلْ له صَلاةٌ أرْبَعِينَ لَيْلَةً..

الراوي: بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم
المحدث: مسلم
المصدر: صحيح مسلم
الصفحة أو الرقم: 2230
خلاصة حكم المحدث: [صحيح] —————————-
شرح الحديث:-

قَضى الإسلامُ على كُلِّ مَظهَرٍ مِن مَظاهِرِ الخُرافةِ والتَّلاعُبِ بآمالِ النَّاسِ وآلامِهم، وشَدَّد في تَحريمِها، فغَرَس في قُلوبِ أتباعِه أنَّه لا يَعلَمُ الغيبَ، ولا يَقدِرُ على النَّفعِ والضُّرِّ أحدٌ سِوى اللهِ عزَّ وجلَّ، وواجِبُ المُسلِمِ أنْ يَتعَلَّقَ باللهِ وَحْدَه، وأنْ يُفَوِّضَ أمْرَه إليه، وأنْ يكونَ طَلَبُه للحقائقِ والأشياءِ مِن خلالِ الأدعيةِ الشَّرعيَّةِ الصَّحيحةِ الَّتي أذِنَ اللهُ عزَّ وجلَّ فيها ورَضِيَها لعبادِه، فهذا دَليلُ إيمانِه، وعَلامةُ تَصديقِه لرَبِّه.
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ «مَن أتَى عَرَّافًا» وهو الكاهِنُ والمنجِّمُ، وقيل: الفَرقُ بيْن الكاهِنِ والعرَّافِ: أنَّ الكاهِنَ هو الَّذي يَتعاطى الخبَرَ عن الأُمورِ الغَيبيَّةِ، فيَدَّعي عِلمَ مَا يكونُ في مُستَقْبَلِ الزَّمانِ، ويَدَّعِي مَعرِفةَ الأسْرارِ، والعرَّافُ: يَختَصُّ بالماضي، فيَدَّعي مَعرِفةَ الشَّيءِ المَسْروقِ، ومَكانِ الضَّالةِ، ونحْوِ ذلِك. وقيل: هُما بمعنًى واحدٍ.
فمَن ذَهَب إلى أحدِ هؤلاء الكذابينَ، «فسَألَه عن شَيءٍ» وطَلَبَ مَعرفةَ شَيءٍ منهم، «لم تُقْبَلْ له صَلاةٌ أربعينَ ليلةً» مِن الأزمِنَة اللَّاحِقةِ، وهذا لا يَعني إسقاطَ الصَّلاةِ عنه، بلْ هو مَأمورٌ بأدائِها، فلا تَسقُطُ عنه بحالٍ، وأمَّا عَدَمُ قَبُولِ صَلاتِه فمعناه: أنَّه لا ثَوابَ له فيها، وإنْ كانَتْ مُجْزِئةً في سُقوطِ الفَرضِ عنه، ولا يَحتاجُ معَها إلى إعادةٍ.
وقدْ أخرَجَ أبو داودَ وأحمدُ: أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قال: «مَن أتى كاهنًا أو عرَّافًا، فصدَّقه بما يقولُ؛ فقدْ كَفَر بما أُنزِل على مُحمَّدٍ» أي: القرآنِ، فهذه عَقوبةُ مَن سَأَلَ الكاهنَ أو العرَّافَ مُعتقِدًا صِدْقَه وأنَّه يَعلَمُ الغَيبَ؛ وذلك لأنَّ مِمَّا أُنزِلَ على محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ قَولَه تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل: 65]، فمُعتَقِدُ صِدقِ الكاهِنِ أو العَرَّافِ بعِلمِ الغيبِ مُكَذِّبٌ لهذه الآيةِ، وهكذا شَدَّد رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحَذَّر مِن إتيانِ العرَّافِين أو الكَهَنةِ.
وفي الحديثِ: بيانُ جَزاءِ مَن أتَى عرَّافًا فسَأله عن شَيءٍ.
ونرى كل رأس سنة ميلادية القنوات المرئية تتسارع في إستضافة العرافين والعرافات وفتح اوراق والإطلاع منهم على الأخبار المستقبلية وتوافق الأبراج وكثير من الخرافات ونرى تهافت الناس وكثرة إتصالات الناس بالبرامج وهو ما يثير الإشمئزاز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق