منوعات

ثلاثة رجال كل واحد منهم كان مصاباً ببلاء

محمد منصور

قديماً كان يعيش ثلاثة رجال كل واحد منهم كان مصاباً ببلاء اما الاول فكان ابرص اي على جلده بقع بيضاء و ليس في خلق الله ما يعاب لكن التنمر موجود اعتذر عن الوصف مسبقا وكان الناس يبتعدون عنه لقبح منظره ..
واما الثاني فكان اقرع لا يوجد على رأسه شعر ابداً وكان يحلم دائما ان يكون له شعرََا جميلاََ ..
وكان الثالث أعمى ..
اراد الله عز وجل ان يمتحنهم فأرسل ملكاً متنكراً بهيئة رجل فسأله الابرص : ماذا تتمنى ايها الرجل ..
فقال الابرص : اتمنى أن يصبح جلدي جميلاً ويزول مني المرض الذي يجعل الناس تبتعد عني ..
فقال الملك : بسم الله ها قد زال عنك المرض واصبحت تمتلك لوناً جميلاً وجلداً جميلاً ..
فقال الرجل : احب أن يكون لديا ناقة ..
فقال الملك : هذه الناقة لك بارك الله لك فيها ..
قال الرجل في فرح شديد : يا إلهي لا اصدق اصبح جلدي جميلاً واصبحت غنياً ايضاً ..
ثم أتى الملك إلى الاقرع فقال : ماذا تتمنى ايها الرجل؟
فقال : اتمنى ان يكون لي شعرََا جميلاََ ..
فقال الملك : ها قد أصبح لديك شعرََا جميلاََ بإذن الله وماذا تحب من المال ؟
قال الرجل : احب ان يكون لدي بقرة ..
فقال الملك : هذه البقرة لك بارك الله لك فيها ..
فرح الرجل بشدة وقال : يا لسعادتي انا غني وليس لدي حاجة أخرى ..
ثم أتى الملك إلى الأعمى فسأله السؤال نفسه ..
فقال الأعمى : اتمنى ان يرد الله لي بصري وان يكون لي شاة ..
فقال الملك : ها قد أصبحت ترى بإذن الله وهذه الشاة لك شكر الرجل وحمد الله كثيراً ومرت الأيام فولدت الناقة والبقرة والشاة وتكاثر الخير عند كل من الرجال الثلاثة حتى اصبح لدى الاول عدد كبير من الإبلِ ولدى الثاني عدد كبير من البقر ولدى الثالث عدد كبير من الغنم ..
وجاء الملك نفسه في صورة رجل فقير إلى الاول فقال : إني رجل مسكين فقدت مالي وضاع مني جملي اسالك الذي اعطاك اللون الحسن والجلد الحسن ان تعطيني جملاً أصل به إلى بلدي ..
فقال الرجل : لا استطيع، لو اعطيت كل من سألني لما بقي لي شيئ ..
فقال له الملك : كأني اعرفك ايها الرجل ألم تكن ابرص يتجنبك الناس فشفاك الله وفقيرَا فأعطاك ..
قال الرجل في غضب شديد : ماذا تقول لقد ورثت المال عن أبي وأبي ورثه عن جدي ..
فقال الملك : إن كنت كاذباً فاسأل الله ان يعيدك إلى ما كنت عليه ..
ثم أتى الملك إلى الاقرع فقال له مثل ما قال للأول فرد عليه الرد نفسه ..
فقال الملك : إن كنت كاذباً فاسأل الله ان يعيدك إلى ما كنت عليه ..
ثم أتى إلى الأعمى فقال : اسالك بالذي رد عليك بصرك أن تعطيني شاه مما تملك ..
فقال الرجل : والله لقد كنت أعمى فرد الله علي بصري ورزقني هذا الرزق فخذ من هذا الغنم ما شئت ..
فقال الملك : إن الله عز وجل قد امتحنك فنجحت في الامتحان بارك الله لك في جسدك ورزقك ..
اما الابرص فأعاده الله الى ما كان عليه والاقرع كذلك واما الأعمى فإن الله بارك له في رزقه وبصره وعاش سعيداً حامداً لله ..
اللهم اجعلنا لك حامدين وشاكرين وبرزقك وجودك قانعين …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق