مكتبة الأدب العربي و العالمي
#علاء_والعفريت جزء ١
في قديم الزمان كان هناك تاجر كبير أراد أن يذهب في التجارة فجمع أولاده الثلاثة ليودعهم وسألهم عن طلباتهم ؟ فأوصاه الكبير بثوب من الحرير وأوصاه الأوسط بثوب من الديباج الهندي أما الصغير علاء الدين فقال له: أريد لفة مقصبة بالذهب تلتف على الرأس سبع لفات وتوضع في علبة كبريت فوعدهم خيرا
سافر التاجر وباع تجارته ثم اشترى ثوب الحرير وثوب الديباج الهندي لولديه وسأل تاجراً عن لفة تلتف سبع لفات وتوضع في علبة كبريت فضحك التاجر وقال له: طلبك لا يطلبه واحد فيه عقل فذهب إلى تاجر أكبر منه فضحك منه وظن أن في عقله خللا فتركه وذهب إلى شيخ التجار فقال له: إن طلبك لا يناسب مقامك وسلامة عقلك هل يوجد في الدنيا لفة مقصبة بقدر سبع لفات ثم توضع في علبة كبريت
خجل التاجر وتصبب عرقه وغضب من ولده لأنه تسبب في بهدلته وجعله مهزلة بين التجار وصمم على الانتقام منه وقتله جزاء فعلته عاد التاجر إلى بلده وسلم على أولاده ولم يسلم على علاء الدين وأمر من رئيس العبيد أن يذهب به إلى البرية ويذبحه ويأتيه بكأس من دمه فأخذه العبد إلى الغابة وجلس تحت شجرة يفكر وقال في نفسه: ربما بعد مدة يرضى أبوه عنه ويتراجع عن موقفه ويطلبه مني فماذا سأفعل عندها فتركه في وادي الغيلان وذبح طيرا وملأ كأسا من دمه وأعطاه لوالده.
ترك العبد علاء الدين نائما ولما أفاق وجد نفسه وحيدا فخاف ومشى في الوادي مسافة طويلة فوجد قصرا فخما كبيرا دخله فوجد فيه صالونا كبيراً فيه ثلاث أسرة وفي الوسط طاولة كبيرة عليها ثلاثة خرفان محشية بالأرز ومحمرة تفوح منها رائحة شهية
كان علاء الدين جائعا فأكل من كل خروف قطعة من اللحم وبعض الأرز حتى شبع وحمد الله، وبعد ساعة أرعدت الدنيا وأظلمت، ودخل ثلاثة غيلان منظرهم يثير الخوف ويقطع القلب، فارتعب علاء الدين واختبأ تحت السرير، وجلس العفاريت على الطاولة وأكلوا الخرفان ثم جلسوا يتسامرون ويتحادثون.
قال العفريت الأول: أنا مررت على مدينة الفلانية وجدت الناس في ضيقة وشدّة عظيمة، فسألت عن أخبارهم فقالوا: إنه حل عليهم غول وحبس عنهم نبع الماء ولا يعطيهم الماء إلا إذا قدموا له فتاة جميلة عذراء يتزوجها ليلة واحدة ويأكلها في اليوم الثاني وقد قدموا له كثيرا من البنات ولم يبق عندهم بنات وقد نشفت الأرض ومات الزرع وعطشوا عطشاً شديدا ورغم ذلك فالحل بسيط ولا يعرفه أحد سواي فلو كان فيهم رجل شجاع لذهب إليه وهو نائم وتحت رأسه سيف خشبي فيسحبه ويضربه ضربة واحدة، فيقطع رأسه ويريح الناس منه.
وقال العفريت الثاني: وأنا جئت من عند ملك الفلاني ووجدت عنده بنت أصابها العمى وعجز الأطباء عن شفائها، وقد قطع الملك رأس الأطباء ولم يعد أحد يتجرأ أن يعالجها ولكن دواءها بسيط وقريب منها فقد سبّبت لها العمى قطتها السوداء التي تربيها فإذا ذبحوها ودهنوا عينيها من دمها شفيت كل مرة واحداً من إخوتها، وتأكله ولا ينتبه أحد إليها.
نام العفاريت الثلاثة فقام علاء الدين وسار في طريقه إلى المدينة الفلانية التي ذكرها العفريت الأول وهناك وجد الناس في حزن وهم كبير ينوحون، ويبكون ومعهم عروس مثل القمر، فسألهم عن القصة قالوا: لم يبق في المدينة إلا بنت الملك عذراء سنقدمها لعفريت النبع ليجري لنا الماء
فقال علاء الدين: ما رأيكم إذا خلصتكم منه، وأنقذت الأميرة من العفريت ؟
قال له الملك: أزوجك إياها وأعطيك نصف مملكتي
#علاء_والعفريت
جزء ١
يتبع الجزء الثاني
عن قصص وحكايات العالم الاخر …