مكتبة الأدب العربي و العالمي
#قريه_الجن ” الجزء والأول والجزء الثاني
#قريه_الجن
جزء ١
في الصباح الباكر .. قرّر الشباب الأربعة السفر برّاً من بلدتهم باتجاه قريةٍ مجاورة لم يزوروها من قبل ، معروفة بكثرة تِلالها .. حيث تعهّد كل واحدٍ بقيادة السيارة لست ساعاتٍ متواصلة ، بينما يستريح الثلاثة الباقين..
وفي المساء ، إستلم نجيب (الشاب السمين) القيادة ..
وبعد حلول منتصف الليل .. غفى لبضعة ثواني ، جعلته ينحرف عن الطريق العام .. ليُكمل المسيرة في طريقٍ رمليّ باتجاه إحدى التلال!
ولم يستيقظ مع بقيّة زملائه إلاّ بعد اصطدامه بشيء ، أصدر صوتاً مخيفاً!
فتوقف فزعاً ! ونزل مع اصدقائه لرؤية ما صدموه على انوار جوّالاتهم .. ليجدوا كلباً اسوداً يحتضر بألم ، بعد دهس بطنه .. ولبشاعة المنظر بعد خروج احشائه وبقائه حيّاً ! طلب الأصدقاء من نجيب القيادة للخلف ، لقتل الكلب وتخليصه من عذابه !
ورغم إنقباض قلبه من الفعل اللاّ إنساني ، لكنه نفّذ اقتراحهم ! .. ليطلب بعدها من زميله إكمال القيادة لشعوره بالغثيان..
لكن فور تحرّك سيارتهم ، لحقتهم سربٌ من الغربان الغاضبة ! الذين بدأوا بنقر الزجاج بقوّة ، أوشكت على كسره !
فصرخ السائق بوجه نجيب (الجالس امامه) :
– ماهذا الطريق الذي أدخلتنا فيه ؟! وكم يبعد عن الشارع العام؟!!
نجيب وهو يراقب الطيور بقلق :
– والله لا ادري ! رجاءً حاول إخراجنا من المنطقة المهجورة
فصرخ السائق مُنبّهاً زملائه :
– لا تفتحوا النوافذ مهما حصل !!
صديقه من الخلف : ومن سيجرؤ على فتحها ، بوجود الغربان الوحشيّة ! ولما هي غاضبةٌ هكذا ؟!
الصديق الرابع :
– ربما اقتربنا من الأشجار التي عليها اعشاشها ! علينا الإبتعاد بأسرع وقتٍ ممكن
ينبع الجزء الثاني …
وبعد خروجهم من الغابة المُهملة ، إختفت جميع الغربان ! ليجدوا اكواخاً قديمة فوق تلٍّ قريب ، تبدو لفقراء من خلال الشموع والقناديل المُعلّقة خلف نوافذهم الخشبيّة
وفجأة ! توقفت السيارة بعد نفاذ وقودها .. فعادوا للوم نجيب الذي لم يلتزم بخريطة الطريق التي كانت ستوصلهم للمحطّة التي فيها مطعمٌ صغير ، حسب خريطة جوجل ! قائلاً احدهم بضيق :
– اللعنة ! لا شبكة هواتف هنا ، يعني لا نعرف اين وصلنا .. والأسوء اننا لم نأكل شيئاً منذ الظهر
نجيب : ليس امامنا سوى طرق الأكواخ ، لعلّ احدهم يقبل مساعدتنا
صديقه : لا اظنهم سيدخلون اربعة شباب مجهولين الى عائلاتهم بعد الساعة الثانية صباحاً .. فالواضح من بيوتهم المتهالكة أنهم فقراء مُعدمين ، فكيف سيطعموننا ؟!
نجيب : لنحاول ، ليس لدينا حلٌ آخر
وبدأوا بطرق الأبواب ، وهم ينادون بصوتٍ عالي :
– عابروا سبيل !! هل بإمكانكم استضافتنا لهذه الليلة ؟!!
لكن ما حصل أشعرهم باليأس بعد إنطفاء انوار الأكواخ الواحدة تلوّ الأخرى ، كأن الأهالي يحاولون التهرّب من ضيافتهم !
لذا قرّروا المبيت في مسجد القرية الذي بدى مهجوراً ، ببابه المخلوع وسجّادته المهترئة الوسخة !
فتساءل نجيب بضيق : هل اهالي القرية مُلحدين ؟!
صديقه : لما تسأل ذلك ؟!
نجيب بعصبية : الا ترى كيف يهملون مسجدهم الوحيد ؟!
– لا دخل لنا بهم .. لنحاول النوم.. وغداً صباحاً نخرج من القرية ، ولوّ مشياً على الأقدام
بعد ساعة .. نهض نجيب وهو يقول بعصبية :
– لم اعد أحتمل اصوات الصفير التي تظهر من وقتٍ لآخر !!
– هذا صرير نوافذ المسجد المخلوعة
نجيب : وماذا عن الأنفاس الباردة ؟
– هل شعرت بها ايضاً ؟!
نجيب : يبدو المسجد مسكوناً .. انا ذاهبٌ من هنا !!
– اين ستذهب في الساعة الثالثة صباحاً ؟!
نجيب بإصرار : سأخرج من القرية ، للبحث عن الشارع العام .. وفي حال وجدت سيارة اجرة ، اعود اليكم .. أعدكم بذلك
– لا تتهوّر يا نجيب !!
نجيب : احتاج الوصول لمطعم المحطّة ، أكاد اموت جوعاً .. لا تقلقوا ، سأحضر الطعام معي .. إنتظروني
ورغم محاولتهم إيقافه إلاّ انه اضاء جوّاله ، اثناء خروجه من المسجد باتجاه المجهول !
تتبع
عن حكايات العالم الاخر …