مقالات
قراءة في كتاب: القرآن الكريم والتوراة والإنجيل والعلم، دراسة الكتب المقدسة في ضوء المعارف الحديثة (105)
بقلم: د. محمد طلال بدران - مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلامية
الحمد لله وكفى، وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:
* القرآن والتربية الجنسية(2)
نواصل الحديث حول هذا الموضوع الذي جاء في الصفحات: (239.242) من الكتاب حيث يضيف الكاتب الباحث الناقد موريس بوكاي القول: …فالعبارات العديدة المذكورة أعلاه عن التحولات المتوالية للجنين بما يكفي لاعتبار أن الإنسان يتشكل ابتداءً من مرحلة يميزها وجود (العلَقة) وإذن ففي هذه الظروف يُفرضُ الاحترام للشخص الإنساني، هذا الاحترام الذي يؤكده القرآن كثيرًا، ابتداءً من إدانة الإجهاض جذريًا، وهذا الموقف هو موقف كل أديان التوحيد في عصرنا.
– والعلاقة الجنسية مسموح بها في الليل فقط طيلة فترة الإفطار من شهر رمضان والآية الخاصة بشهر رمضان هي: ﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ..﴾ (البقرة: 187) وعلى العكس من ذلك فليس هناك أي استثناء للحجاج في أثناء أيام الحج الرسمية كما جاء في الآية: ﴿فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ…﴾ (البقرة: 198) فالتحريم إذن قاطع كتحريم الصيد والخِصام وغير ذلك في نفس هذه الفترة، ويشير القرآن مرة أخرى إلى الحيض بمناسبة الطلاق حيق يقول: ﴿وَاللَّائِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِن نِّسَائِكُمْ إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَاثَةُ أَشْهُرٍ وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ ۚ وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَن يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ﴾ (الطلاق: 4). والفترة المشار إليها هنا هي تلك التي تمر عن إعلان الطلاق وحتى يصير فعليًا، والنساء اللائي يقول القرآن عنهن: ﴿يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ﴾ هنّ اللاتي بلغن سن اليأس، وقد خصّ القرآن لهنّ احتياطًا فترة ثلاثة أشهر، وبعد هذه الفترة تستطيع تلك النساء المطلّقات اللائي انقطع طمثهن أن يتزوجن.
أما بالنسبة إلى النساء اللائي لم يحضن؛ -ويكنّ حوامل- بعد فلا يكون الطلاق فعليًا إلا بعد الوضع؛ -الإنجاب-
– جميع هذه التشريعات تتفق تمامً مع المعطيات الفسيولوجية، وبالإضافة إلى هذا فنستطيع أن نجد في القرآن، في النصوص الخاصة في حالة الترمّل نفس الأحكام القانونية السديدة، وبناءً على جميع ذلك فالمقولات الخاصة بالتناسل والتوجيهات العملية التي يصوغها القرآن فيما يختص بحياة الأزواج الجنسية، نلاحظ أنه ليس هناك أي مقولةٍ من المقولات التي سُقناها أعلاه تتعارض مع معطيات المعارف العلمية الحديثة، ولا مع ما يمكن أن يخرج منطقيًا عنها.
ولله الحمد والمنة على نعمة القرآن ونعمة الإسلام، وأما مقالة الغد مع المشيئة فسوف نفتتح بها فصلًا جديدًا من فصول الكتاب والعنوان القادم هو: “الروايات القرآنية، وروايات التوراة”
– مقالة رقم: (1697)
14. صَفَر. 1446 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب).