مكتبة الأدب العربي و العالمي
أختي_المتوفية الجزء_الثاني
في صباح اليوم التالي أيقظتني صديقتي بعد أن أعدت كوبين من القهوة فتحت جفناي ونظرت للنافذة فكانت مغلقة كما كانت ثم أمعنت النظر في صديقتي فكانت طبيعية جدا
فقلت في نفسي ربما ما رأيته في الليل كان مجرد كوابيس لا حقيقة لها وليتها كانت كذلك
نهظت من الفراش ونزلت الى المطبخ حيث تنتظرني على الطاولة لنحتسي القهوة كان كل شيء طبيعيا في وضح النهار حيث قضينا النهار كله بتنظيف المنزل واعادة ترتيبه أما القبو فكان مقفلا بإحكام فلم ندخل إليه..
لم تكن تعلم صديقتي بقصة أختي التي ماتت في ذلك القبو وأنا لم اشأ اخبارها بالأمر كي لا تشعر بالخوف الذي اشعر به في داخلي غابت شمس ذلك اليوم مع ألحان الموسيقى التي وضعتها صديقتي على مكبرات الصوت وبدأنا نتراقص على تلك الألحان كعصفورين يملؤهما الحب
في تمام الساعة العاشرة مساءا استأذنت من صديقتي المنغمسة في مشاهدة الأفلام في غرفة المعيشة وصعدت الى غرفتي لأنال قسطا من الراحة كنت متعبا جدا تلك الليلة فما أن استلقيت على السرير حتى أغمضت عيني وخلدت في نوم عميق
في منتصف الليل وتحديدا سمعت ذلك الصوت يناديني من الأسفل ولكنه لم يكن حلما هذه المرة كان الصوت يشبه صوت صديقتي ولكنه عميق جدا وكأنه صادر من كهف ما
نهضت من الفراش متتبعا النداء الذي يقول: انزل الى القبو أسرع انقذني وتنادي بإسمي كنت أنزل عن الدرج وجسدي يرتعش خوفا وكانت عيناي تكادان تنبثقان من شدة التحديق حولي وكم كنت أتمنى بأن صديقتي تمازحني لا أكثر
وصلت الى غرفة المعيشة حيث كانت تشاهد التلفاز لكني لم أجدها هناك ثم تابعت سيري نحو مصدر الصوت حتى وصلت الى مدخل ذلك القبو المخيف
في البداية لم أجرؤ على النزول نحو القبو بل كنت أكتفي بالنظر إلى بابه الذي كان مفتوحا بعض الشيء ولكني تغلبت على خوفي حين سمعت صديقتي تناديني من خلف ذلك الباب وتقول: انزل أسرع …. أسرع بسرعة
استجمعت ما أحمله من شجاعة ونزلت الى ذلك القبو ويا ليتني لم أفعل فتحت باب القبو بهدوء تام في حين كان قلبي يخفق بسرعة كبيرة ثم دخلت باحثا بعيني عن صديقتي
ولكني لم أرها أمامي إطلاقاً وبعدما يئست من العثور عليها هممت بالخروح من ذلك المكان المخيف إلا أنني لم أصل عتبة الباب حتى سمعت صوتها يناديني من الأعلى وكم كان مشهداً مرعبا حين رأيتها معلقة بسقف القبو وكأنها خفاش أو ما شابه
كانت أطرافها ملتصقة بسقف الغرفة كالعنكبوت عدا أن رأسها كان متجها نحو الأسفل
بعد رؤيتي لصديقتي بتلك الوضعية المخيفة خرجت أركض خارج المنزل وأنا أصرخ بهستيرية مطلقة كالمجانين
توجهت الى مركز الشرطة الواقع في منتصف المدينة وأخذت أسرد لهم ما حدث بصوت مرتبك وخوف شديد
وبعد أن هدأت بعض الشيء طلب مني ضابط الشرطة أن أذهب برفقة العناصر حتى أرشدهم الى المنزل
وبعد وصولي الى المنزل برفقة عناصر الشرطة قام أحد العناصر بقرع جرس المنزل حيث كان كل شيء هادئا في الداخل وبعد ثوان معدودة فتحت صديقتي الباب وكانت طبيعية جدا حيث قالت لي باستغراب أين كنت لقد قلقت عليك جدا أين إختفت فجأة