منوعات

هذا هو قبر ليو تولستوي

“لم أشاهد في روسيا شيئاً أروع وأكثر تحريكاً للمشاعر من قبر تولستوي، فذلك الضريح المهيب يقع بعيداً عن الطريق، وحيداً في الغابة الظليلة. أخبرتني حفيدته أن تلك الأشجار السامقة غرسها هو نفسه. وحين كان صبياً سمع من إحدى عجائز القرى، أن السعادة تعم حيث تزرع الأشجار. ولذلك غرس هذه الأشجار. بعد وقت طويل تذكر الشيخ هذه النبوءة الجميلة، فعبر عن رغبته في أن يدفن تحت الأشجار التي غرسها، وقد دفن وفق رغبته. وتبين أن بساطة قبره قد جعلته أكثر قبور العالم تأثيراً في النفس. ربوة مستطيلة وسط غابة تشكل أشجارها فوقه قبة، بلا صليب، ولا شاخصة، ولا كلام منقوش. يرقد الرجل العظيم مثل أي شريد، مثل جندي مجهول. إن مدفن نابليون تحت أقواس الرخام في Unvalides أو تابوت غوته في Furstengruft لا يثير أي منها عاطفة عميقة كالتي يثيرها هذا الضريح في سكينته المهيبة، وانزوائه المشجي في موضع في الغابة لا يُسمع فيه إلا همسات الريح التي لا تحمل كلمة ولا رسالة.”
عن قبر الروائي الروسي ليو تولستوي، مذكرات ستيفان ستفايج حين زار روسيا.

عن قصص وأمثال

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق