فى هذا الكتاب نتناول أربعة من القمم الإسلامية التى أثرت حياتنا الثقافية والدينية والفقهية فكان لها اثر عميق فى العقلية الإسلامية فى شتى المجالات وفى شتى بقاع الارض وعلى مر العصور فهذه الشخصيات اشتهرت من المحيط الثائر إلى الخليج الهادر وأصبحت مرجعيات إسلامية لملايين المسلمين فى قارات العالم الست، والطريف أننا فى حديثنا عن هذه الشخصيات نتناول فيهم الجوانب الإبداعية الشعرية فعندما رصدتهم كتب الأدب العربي وجدناها لا تقل فى القيمة الشعرية عن المتنبي وأبى تمام وامرؤ القيس فتركوا لنا حكما شعرية تنم عن على مدى الحكمة والعبقرية التى وصلوا إليها فى أخريات حياتهم ففلسفوا ظواهر الكون وظاهرة الموت. وهذه حكمة ونصيحة من الإمام الشافعى:
لسانك لا تذكرْ به عورة امرئٍ
فكلُك عوراتٌ وللناس ألسنُ
وعينك إن أبدت إليك معايبا
فصونها وقل يا عين للناس أعينُ
وسوف نجد أيضا على صفحات هذا الكتاب قصائد شعرية جميلة لسيدنا على بن أبى طالب وللإمام الشافعى والشيخ الجليل محمد متولي الشعراوى والشيخ الجليل الغزالي. وهذه القصائد سوف تبهر القارئ ولن ترصدها معظم الكتب ونحن هنا نحاول ان نسلط الضوء موهبة أخرى تضاف لهولاء القمم الأربعة وهى الشعر فهم معروفون بالقيمة الفقهية والدينية العظيمة لهم التي وجد فيها الكثير من المسلمين ضالتهم فاستراحوا إلى الفتاوى الفقهية التى صدرت عنهم والتي كانت رحمة من الله ومن الدين الاسلامى الحنيف بالناس.
فعاشت هذه الشخصيات فى وجدان الشعوب الإسلامية على مر السنين الطوال. وسوف يبهر القارئ عندما يجد ان هذه الإبداعات الشعرية كتبت فى شتى مجالات الحياه فوجد فيها المسلمون واحة هادئة جميلة يتذوقون فيها طعم الحكمة والفلسفة البسيطة البعيدة عن العقد العقائدية التى هي بمثابة مناطق ملتهبة لا يجرؤ العقل البشرى على الاقتراب منها ولنبدأ بإلقاء الضوء عليهم.
بقلم شاعر الأمة
محمد ثابت السيد
