أمرأه من المدينه أنتقلت للعيش مع زوجها وأطفالها للقريه ، لظرف ما.
وللظروف خصوصيات .
كانت هذه المرأة منطويه على نفسها داخل بيتها.
أما نساء القريه والجارات أصبح شغلهن وتفكيرهن قصة هذه المرأة التي تركت المدينه وسكنت القريه .
والحياة في القريه تختلف كلياً عن حياة المدينه
من حيث التقاليد والعادات واللباس والأكل
ومن عادات أهل القريه توزيع الصحون من خيرات البيت والحقل
وما يصنعوه مثل رب البندوره ورب الخروب والسليقه والكعك ، وولائم الأعراس .
وهي بينها وبين نفسها تعشق وتشتهي عبق الروائح المنبعثه واللذيذه ولأن بيوت القرية بعيدة عن بعضها البعض وليست كبناء المدينة طوابق. .
ومع الوقت تعرفت النساء عليها وتحدثن أمامها عن مشوارهن للمرج ليجمعن حزم الحطب لمواقد الطبخ والخبز لأن القريه ليستكالمدينة لم يكن فيها كهرباء في ذاك الوقت .
واضطرت بنت المدينه للذهاب معهن لجمع الحطب وكن يذهبن أسراباً ومجموعات وانضمت لمجموعة جاراتها .
وهناك حيث المرج الذي يبعد عن القرية كانت النساء يجلسن على صخره للاستراحهً
و تُخرج من جيبها سيجاره وتشعلها وتبدأ بالحديث والنساء يستمعن لحديثها بأعجاب حديث غريب نوعاً ما عن تقاليد القرية
شعرها كان أبيضاً مائل للرمادي ولها علامة على شفاهها لونها اسود من الدخان وكانت تضع على رأسها منديلاً صغيراً بالكاد يغطي قسم من شعرها لتنسدل اطراف شعرها على أكتافها دون غطاء .
كانت تحب سماع زقزقة العصافير فزقزقة العصاقير بالنسبه لها أجمل موسيقى
وهوايتها تسمع صدى صوتها تجلس على صخره على راس الجبل وتبدأ الصراخ وتستمتع بالصدى وهذا الشيء غريب على النساء وتعلمهن كيف يصرخن والأجمل أن يسمعن الصدى
وتشرح لهن هذه الأصوات الطبيعيه تُستخدم لتحسين الحاله الصحيه والمِزاجيه عند الأنسان وتساعد في علاج مذهل بالنسبه للأمراض النفسيه وتشجعهن على الصراخ وتشعرهن كأنهن في قاع البحر وصوت الأمواج العاليه وماتورات السفن ولها خامة صوت عالية مذهلة .
ويرجعن للبيت نشيطات ومزاجهن عالي
ونساء القريه كن يحتجن هذا الصدى لتخفيف التوتر الى الهدوء والسكينه معاً .
وهذا السر كُنّ يحملنه مع حزمة الحطب ويرجعن الى البيت منتعشات ومسترخيات مع ان حملهن لحزمة الحطب ثقيل وتعودن على الصراخ وأصوات اخرى لتحسين المزاج وأفضل علاج بالنسبه لهن .
اليوم يذهبن الى النوادي المغلقه ويدفعون الأجره ويمارسوا الرياضه و تسمى ممارسة اليوغا والمزاج لا يتغير لسن سعيدات ومزاجهن متعكر
لكن زمان كانت هذه الأنواع من الرياضه صحيه .منها المشي ومنها اليوغا الغير معروفه ومنها علاج نفسي ليتنفسوا هواء نقي والجميل تحدثهن عن البحر وأمواجه وما موجود في قاع البحر من مرجان وأسماك والوان يتخيلن ويعشن اللحظه التأمل وهكذا أمضين نساء القريه يتعلمن منها أسرار البحر وصدى الأصوات وفوائده ، ومرة من المرات بعد أن اعتادت على عيشة القريه وأحبت الجارات وتشارك في المناسبات واعتبرت نفسها من أهل القريه مرضت وهزلت والجارات يترددن لزيارتها في البيت ويأخذوا لها من خيراتهن .
وهذا المرض سمي بالخبيث لم تعد تخرج من البيت وزوجها أحضر لها عصافير لتسمع زقزقة العصافير لتحسين مزاجها وتشعر بأنها بخير .
والمرض غلبها وواشكت على انتهاء حياتها طلبت من بناتها الوقوف عند مدخل الدار ووقفت ومسكت الباب بكلتا يديها وصرخت بأعلى صوتها
… يا الله ….
حتى صدى صوتها وصل الى مسامع أهل القريه …
وركبت السفينه
ورست الى دار الاخره …
وبقيت ذكراها
بصدى صوتها
وفعلا أثبتت الدراسات العلميه أن صدى الصوت والأصوات الطبيعيه لها قدره سحريه على تبديل وتحسين المزاج ان سمعت راديو او زقزقه عصافير أو أمواج البحر تفتح لك طاقه سعاده في روتين الأيام وتزيد من هرمون السعاده والطاقه الايجابيه .
وقد استُخدم الصوت والموسيقى على جميع الحضارات من أجل شفاء الجسد والعقل والروح
قلم
ازدهار عبد الحليم الكيلاني