مقالات

شِعِيرة بُوبتْ

وما بقيت من اللذات إلا
محادثة الرجال ذوي العقول
حادثتُ البروفيسور الطيب علي أبو سن خلال وجوده بمكة، وفرحتُ بهديته كتاب: من قال إن الحروف ساكنة؟
♤ الكتاب مجموعة مقالات نشرها في صحيفة آخر لحظة بين عامي ٢٠٠٩ – ٢٠١٠م.
من الذي بلغته هذه الكتابات الثمينة في هذا الزمن الممتلئ بالغثاء؟!
أثار انتباهي تفسيره لجوهر السلام في مقال بعنوان: ثقافة السلام وأن البداية تكون بالتصالح مع النفس أولا، وأنها تعمق جذور الفكر. وكأنه يلخص تعبيرًا مشهورًا لمنظمة اليونسكو يقول: “يبدأ بناءُ حصون السلام في عقول البشر”.
إن الحروب التي تستعر في بلادنا منذ الاستقلال، تدل على عقول مسعِّريها. ولا تقوم للسلام قائمة ما دامت هذه العقول تسود بعصبيتها وتطرفها.
♤ أثار انتباهي أيضا ما أشار إليه الكاتب عن لعبة (شِعيرة بُوبتْ) تنطق مع إمالة العين مع الكسر كما في (ريره وسيرة العرس.) وفي (بوبت) الواو كما في (بور) في كلمة بورسودان. لعبة كانوا يمارسونها أيام الصبا، ينقسم فيها الأطفال مجموعتين فينطلق أحد الفريقين ليخطوا خطوطا على الأرض، وبعد عودة الفريق ينطلق الفريق المنافس ليبدأ مهمته في مسح الخطوط للفريق الأول. وبعد نهاية المهمة يذهب الفريقان لمعرفة النتيجة!
ويعلق الكاتب أن هذا الصنيع رمزٌ لما يصنعه فينا الساسة الأذكياء! ونتساءل: أليست هذه اللعبة و(لعبة الكراسي) وأمثالهما هي سبب البلايا، إذ يبدو أننا كبرنا معها.
♤ الطيب رباطابي قح، والرباطاب معروفون بـ (حلاوة) الحديث! ويكفي أن رسالته للماجستير كانت عن الأدب الشعبي للرباطاب.
في حديثه عن علاقة الرباطابي بنهر النيل، أشار إلى أن السباحة هي إحدى مؤهلات الرباطاب رجالا ونساء، فلا مكان لمن لا يجيد السباحة هناك…
ولعل هذا عيب كبير يوصم به من لم يتعلم السباحة من ساكني شطآن النيل أو الجزر. تجدهم يتهامسون باسمه: “يا عيب الشوم فلان ما بيعرف يعوم”!
ويسخر الرباطاب ممن يقتل حيوانا أليفا، فالقتل للتمساح والذئب، لذلك استحق السخرية ذلك الذي قتل القطة فخاطبه الشاعر قائلا:
خلينا الورل لا باس
تكتِّلوا في كدايس الناس
♤ ومن نكات الرباطاب ما سمعت من الفنان حسن خليفة العطبراوي ـ ونختم بها ـ قال: مشينا منطقة أبو حمد نعمل حفلة ومعنا النعام آدم، فلما وقف النعام على المسرح قال: عليكم الله يا رباطاب ما تسحروني، فصاح أحد الحضور من الجمهور: يسحرو ليك شنو عامل شنبك زي الساعة تلاته إلا ربع!
عثمان أبوزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق