منوعات

توتة_توتة_حكمة_ف_حدوتة

كان هناك رجل صالح له جار يهودي… وكانا يكثران من الجلوس مع بعضهما وكان الرجل الصالح عندما يريد عمل شيء يقول:
ما تُقضى الحاجات إلا بالصلاة على النبي.
. كانت هذه الكلمة لا تفارق كلام الرجل أو عمله.
. مما أثار إستغراب اليهودي فسأله ماذا تستفيد من كثرة الصلاة على نبيك
فقال الرجل الصالح يكفيني أن الهم لا يقربني.
. فأراد اليهودي أن يكيد لجاره حتى يستهزئ بالمسلمين.. ذهب اليهودي الى الرجل وقال له:
خذ هذا الخاتم..إحتفظ به “أمانة” حتى أرجع من السفر فأجابه الرجل بقوله: لا تُقضى الحاجة إلا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم..
.. وكانت الخواتم في ذلك الزمان مميزة ولايوجد لها شبيه… لأن من يصنعها حرفي ولا يصنع لها شبيه أبداً
وراقب اليهودي بيت الرجل الصالح حتى خرج جميع من فيه ودخل وبحث عن الخاتم حتى وجده.
.. وكان في ذلك الزمان لا يوجد أثاث كثير والأبوب لا تقفل.
فمن السهل سړقة أي شيء.
فذهب اليهودي بالخاتم إلى بحر قريب و في وسط البحر و هو على القارب ألقى الخاتم.
عاد اليهودي و ذهب الى الرجل ليطلب منه الخاتم فوجده عائد من عمله.
قال اليهودي : أريد خاتمي.
قال الرجل الصالح:
لا تُقضى الحاجات إلا بالصلاة على النبي.
قال اليهودي: “أريد خاتمي الآن” قال الرجل الصالح:
..اليوم بالصلاة على النبي وفقني الله إلى صيد سمكة كبيرة والله ما أعطيك خاتمك إلا إذا تغديت معنا اليوم..
وأصر عليه حتى قبل اليهودي.
فدخل وأعطى الرجل الصالح زوجته السمكة لتطهوها وبينما هو جالس مع اليهودي إذ نادته زوجته لتريه ما وجدت في بطن السمكة.
فلما رأى الخاتم صعق واصفر لونه فقال الرجل الصالح:
“والله إنه لخاتم اليهودي”
وذهب الى مكان الخاتم في مخبئه ولم يجده و هو في حيرة.. قال اليهودي:
لماذا اصفر وجهك ……….؟؟
أجبنى… لماذا اصفر وجهك إن لم تعطني خاتمي لأشهدن عليك اليهود والمسلمين.
قال الرجل الصالح:
لا ُتقضى الحاجات إلا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
قال اليهودي:
لا أظنك سوف تصلي على نبيك بعد اليوم… إن لم تعطني خاتمي لأفضحن أخلاق المسلمين بك و ستكون أنت مثلا نُسكِت به المسلمين ونعايرهم به.
قال الرجل الصالح:
والله ما كانت حيرتي في خاتمك ولكن حيرتي في شيء آخر..خذ هذا خاتمك.
فتلون وجه اليهودي واسودت شفتاه وهو يتفحص الخاتم ويقول:
إنه هو.. إنه هو.. فاستغرب الرجل الصالح وقال رفقاً بنفسك ماذا أصابك؟
قال له اليهودي:
أستحلفك بربك كيف وصل إليك!
قال الرجل الصالح:
لابد أن عقلك قد ذهب ألم تأمني على خاتمك حتى تعود من سفرك؟
قال اليهودي:
أستحلفك بربك أين وجدته؟!!!
قال الرجل الصالح:
وجدته في بطن السمكة.
…فصعق اليهودي وأغمي عليه وبعد أن عاد إليه وعيه حكى للرجل الصالح ماذا فعل.
فقال الرجل الصالح:
أنت استطعت بكيدك أن تسرق الخاتم وترميه في البحر.. والله يستطيع بقدرته أن ينزل الخاتم في بطن سمكة إصطدتها… ألم أقل لك أنها لا تُقضى حوائجنا إلا بالصلاة على النبي.. فقال اليهودي:
صدقت ياجاري وأنا أشهد انه لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله.
♕ الحكمة ♕
1. قوة الإيمان:
تُجسّد هذه القصة قوة الإيمان الراسخة في قلب الرجل الصالح، وكيف أنّ إيمانه بالله عز وجل جعله يردد عبارة “لا تُقضى الحاجات إلا بالصلاة على النبي” في كلّ أمر من أموره.

2. توكّل الإنسان على الله:
يُظهر لنا الرجل الصالح مثالاً رائعاً على التوكّل على الله، فلم يُقلق لفقدان الخاتم، بل بقي على إيمانه راسخاً بأنّ الله سيُعيده إليه، ممّا يُدلّل على ثقته العميقة برحمة الله وقدرته.

3. عاقبة الكيد والمكر:
تحذّرنا الحدوتة من عواقب الكيد والمكر، فبينما سعى اليهودى إلى إيذاء الرجل الصالح واختباره، انقلب السحر على الساحر، ووجد نفسه في موقفٍ حرجٍ يُثبت صدق إيمان الرجل الصالح.

4. عظمة الله تعالى:
تُظهر القصة عظمة الله تعالى وقدرته على كلّ شيء، فبينما تخلّص اليهودي من الخاتم بإلقائه في البحر، تدخّلت قدرة الله لتُعيده إلى الرجل الصالح من خلال سمكةٍ اصطادها.

5. هداية الله تعالى:
يُمكننا أن نستشفّ من حكمة القصة قدرة الله تعالى على هداية الضالّين، فبفضل إيمان الرجل الصالح وصدق إيمانه، هدى الله اليهودي إلى الإسلام ونطق بالشهادة.

خاتمة:
تُعتبر هذه القصة درساً بليغاً يُعلّمنا أهمية الإيمان بالله، والتوكّل عليه، والابتعاد عن الكيد والمكر، كما تُظهر عظمة الله تعالى وقدرته على كلّ شيء، ورحمته الواسعة في هداية عباده.
تحياتى أيام وبنعيشها ♥

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق