مقالات

الغضب الشديد يؤدي الى ارتكاب الجرائم

صالح نجيدات

ميز الله الانسان عن سائر مخلوقاته بالعقل والفهم والمعرفة والضمير , وبالعقل يميز الانسان الخطأ من الصواب , وقالت العرب “العقل السليم في الجسم السليم ” والعقل معول بناء الانسان , ولا يتقدم ولا يتطور الانسان إلا بالعقل النير وبالعلم .
والعقل ينتج القيم والمعايير الاجتماعية والنظم وهو البوصلة التي توجه الانسان الى التصرف القويم وحسن السلوك والأخلاق ، ولكن هناك ما يضر ويفسد العقل الا وهي السموم والمشروبات الكحولية ومشروبات الطاقة وكذلك الغضب الشديد , لان الغضب الشديد يغيب ويشل العقل , ففي حالة الغضب الشديد مطلوب من الانسان ضبط النفس وردة الفعل والتصرف ,فالغضب يجلب المصائب على الانسان ان لم يتمالك اعصابه ويؤدي الى ارتكاب الجرائم , فالحريق الكبير ينتج من شرارة صغيرة , والعديد من الشجارات والصراعات الصغيرة والكبيرة بدأت بنوبة غضب , ولم تنته إلا بمأساة حدثت بسبب الغضب الذي يذهب ويفقد العقل , وللأسف لا يمر يوم دون ان نسمع عن شجار هنا وهناك نتيجة الغضب والتهور وردود الفعل السريعة والغير متزنة ، والذي يزيد الطين بلّة امتدت هذه الشجارات لتشمل طلاب المدارس , في مدارسهم او في الحارات ، فأصبحت ثقافة التسامح والحوار صفة الضعفاء , ولا يتقن أصحاب المزاج المتقلب استخدامها ، وللأسف التصرفات العنيفة أصبحت هي الراجحة والسائدة هذه الايام , ونسي هؤلاء حديث رسولنا الكريم عندما جاءه الأعرابي وقال له: أوصني. فقال له: «لا تغضب وكررها ثلاثاً».
فالذي يغضب ويتعطّل عقله نتيجة الغضب لن يستعمل أسلوب الحوار والتسامح , فعليك يا أخي ضبط النفس , وعدم التسرع , وعد للعشرة كما قالوا حتى لا تقع في مصيبة سببها نوبة غضب لأتفه الامور , وحمى الله مجتمعنا من كل الفتن والشرور.
لقد أثبتت الدراسات أن الاكثرية الساحقه من الجرائم والمشاكل التي حدثت بين الناس حدثت في اللحظات الأولى من حدوث السبب المؤدي للغضب ، وهناك من هم في السجون نتيجة استعمال العنف المفرط نتيجة لهذا الغضب , وللأسف هناك من يعتبره صفة من صفات الرجولة , ولا يدركون انه مرض عضال , ومن ابتلي به يعاني الأمرين وعليه علاج نفسه عند طبيب الأمراض العقلية , فتحكم يا اخي العزيز في انفعالاتك وسيطر بعقلك على تصرفاتك في أصعب الحالات , وجنب نفسك واهلك الوقوع في المشاكل أحيانا لأتفه الاسباب ،وأخيرا وليس آخرا ,اتبع المثل الذي يقول : ” في التأني السلامة وفي العجلة الندامة ” .
القدرات العقلية هبة من الله ، وهبها للإنسان , ولكن هناك من الناس من يفسد عقله بالمشروبات الضارة والسموم ويصبح عقله قاصرا ومريضا فنقول : بالعقول تبنى الأمم وبالعقول المريضة تهدم .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق