مكتبة الأدب العربي و العالمي

خطيئة الملكة قصة قصيرة الماضي يعود للظهور ( حلقة والأخيرة 2 )

قالت ميسون بصوت ضعيف :إنّي لا أقدر أن أتنفس يا مولاتي ،وذلك الكتاب وجدته في دارنا وأخذته معي ،زاد جنون الملكة، وردّت:هل تريدين خداعي ؟ أنا لا أصدّقك !!! ثمّ تركت الفتاة ،وانحنت تجمع قطع الورقة الممزقة ،بعد ذلك واصلت قراءتها ،وصارت متيقنة أن من كتبها هو فرزاد ،فقد حكى عن البنية الصّغيرة ،وقال إنها تشبهها في كلّ شيئ حتى في حبّها للحكايات ،وقال إنه يكتب لها هذه الرّسالة إذا لم يتمكّن من لقائها ،وأوصى أخاه أن يعطيها لها إن رآها يوما ما .صاحت لميس في دهشة إذن ميسون هي إبنتي ويشاء القدر أن تدور في كل مكان وتأتي عندي ،وقد أحببتها بمجرّد أن رأيتها ،لا أدرى ما حصل لي لقد إعتقدت للحظة أن أحدا يعرف سري ودس هذه الورقة للفتاة لكي تقرءها لي حقا لقد كنت مغفلة ،ثم جرت ناحية الفتاة فرأتها مفتوحة العينين لا تتحرك ،فقالت :إنك تجعليني أشعر بالخوف هيا تعالي في أحضان أمك !!! وبقيت ميسون جامدة وعلى طرف فمها خيط صغير من الدم ،وهنا فزعت الملكة ولما لمستها سقطت على الأرض ،وعرفت لميس أنها ماتت ،وهي من قتلتها بيدها لتحافظ على سرّها لم تعد لميس تدري ما تفعله وجلست في ركن تبكي على إبنتها ،ثم مسحت دموعها ونادت خادما تثق فيه وأخبرته أن الفتاة قد سقطت والتطم رأسها بالأرض ،سألها هل ماتت، قالت له :إحملها وادفنها بعيد وهذه صرة من الدنانير لك فلفها الخدم في زربية وأركبها على ظهر حمار ثم دفنها تحت شجرة كبيرة .
بعد أيام لاحظ الملك إختفاء ميسون ،ولم سأل لميس أجابته أنها لا تعرف أين ذهبت ،وربما هربت من القصر،لكن الملكة لم تحتمل الصدمة لفقدان إبنتها الوحيدة ،وبدأت تهذي وتقول انا قتلتك يا ابنتي.أنا التي حرمتك من الحياة ولم أتركك تتفتحين مثل الزهرة ثم طلبت من الخادم الذي دفنها ان يأخذها الى قبرها ،وحين وصلت إليه تممددت على الأرض ، وتنبش التراب باظافرها. وهي تنادي.( إبنتي ابنتي سامحيني. كل هذا الوقت ابعدتك عن حضني حتى أعيش حياة الرخاء. لماذا لم آت بك لتكونين جنبي لقد ضحيت بك وبأبيك لأنعم بخير الملك.،اااه ميسون عودي إلي يا ابنتي. أرجوك سامحيني..
ولم يلبث أن علم دارا بما يحدث لزوجته،والطفلة التي تنادي عليها ،واعترف الخادم بأنّه دفن ميسون ،ولم سأل الملك لميس عن هذه الحكاية العجيبة ،وعن سبب قتلها للفتاة التي أهداها لها أخبرته بكل شيئ ولم تحاول الإنكار،قطب دارا جبينه، وقال لها :لو أخبرتني عنها ،لكانت تعيش معنا الآن !!! لكنك أنانية لوخائنة ،لقد وثقت فيك لما طلبت منّي القدوم بأخيك للقصر لتكوني قريبة منه ،والحقيقة أنه حبيبك ،لماذا هل قصرت في حقك ؟ولو صارحتني أن قلبك مشغول بشخص آخر لترتكك تذهبين ،لكن من شيمتك الغدر ،والآن فقدت كل من حبينهم حبيبك مات لأنه حاول الهرب من أحد القلاع التي وضعته فيها والمجيئ إليك لقد مات الإثنان بسببك هل تعلمين هذا ؟
لقد أردت إخفاء ماضيك لكن القدر اراد ان يظهر المستور بعد مرور الايّام والسنين. وانفضح سرّك اخيرا.بعدها امر السلطان بإعدام زوجته رغم شدة حبه لها في وسط ميدان المملكة ،وقال لها من خان مرّة ،فسيعود للخيانة ولم يجرأ أحد من الحاشية أن يسأله العفو عنها،لأن الملك يمكن أن يسامح على كل شيئ إلا الخيانة وبعد اسبوع اعدمت الملكة لميس ان تدفن في الخلاء بجوار ابنتها ميسون ،وتركت له رسالة تعترف فيها أنها لم تشعر أبدا نحوه بالحبّ فلقد تزوجها غصبا. واخذها عنوة من بين اهلها وديارها ،ووندمت أنها لم تهرب مع حبيبها فلها ما يكفيها من المال لانها فقط كانت أنانية وغرتها الدنيا ،والآن خسرت كل شيئ فلتكن قصتها عبرة لمن يتنكر لأصله وللنّاس الذين يحبّهم …

إنتهت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق