مقالات

في أذن الواقع / بقلم خضر الفقهاء


لدينا واقع مترهل متأرجح ،،، و لدينا تزمّت جائر غير واعي ،،،، و لدينا سراج الحضارة و زيت الإنارة – لو أدركنا نُـنير ظلمات الواقع – دون إحراق النهضة و إجهاضها ،،،

لقد فُرضتْ القيود على العقليات النَّــيرة و اضطرت للهجرة أو للأفول ، و دُجِّـنَتْ بعضُ العقول لتصبح بديلاً و عقليات مُنتفعـة متذبذبة – تتـبع و تُقـلّد و تقبَل بعدم الإبداع و بسلبية الوظيفية – ، فانسلخت عن الواقع من غير ترسيخ أقدامها في قواعد الحاضر مما يُعرضها للإقتلاع إذا لم تمتثل للريح العاتية في هذه المرحلة ،،،

العولمة تحارب كلَّ المجتمعات العقائدية لتسلخلها عن القاعدة الإجتماعية الراسخة لتمكين الهيمنة الغربية من النفاذ إلى المجتمعات لتحويلها إلى أسواق إستهلاكية بحتة لا تقوَ المنافسة في مضمار الإقتصاد أو السياسة إلا من خلال الغرب و نفوذه و مصالحه ،،،

نحن مجتمعات لا تمتلك أمرها – بفضل الحكومات الوظيفية الوهمية – التي عُيّـنتْ لتسيير أمور الشعب تدريجياً في رحى الغرب – علماً و فكراً و واقعـاً ،،،

لقد سَحبت العوامل الإجتماعية و السياسية – بواسطة الحكومات – وعيَ الشعوب و غلّفته بنزع الثقة بالنفس و بالعقيدة ، فكان التمسك بالظاهر و التعاطي بالقشور العقائدية هو السائد ، و السطحية هي الحادي الأول ، مما جعل التغالي و المبالغة بالتمسك بها مرضاً ظاهراً – يُرضي الخصوم و يرتقي بنفوذ الغرب و يسلبنا القدرة على التقارب الإجتماعي و بالتالي إدراك خطورة المرحلة و الإشارة إلى عواملها بشكل مباشر ،،،

من أجل تحقيق الحد الأدنى من الوعي العام في شعوب المنطقة و إعادتها إلى جوهر العقائد و القيم في مسيرة تحقيق الذات و الإستقلالية الفكرية فلا بد من إعداد الأجيال القادمة للمراحل اللاحقة وتسليحها بعلم حقيقي غير مُسيَّس – يُخصِّب مكنونات الوعي و يرفدها بمقومات الفاعلية و التَّـمَكُّن و الإنطلاق ، و هذا لا يُسمَح به على الصعيد الرسمي بموجب مصالح عُليا تفرض على مجتمعاتنا الرقابة و الحذر من هذا الخطر و وأده في مهده ،،،،،،

لقد أنفقت الأمم النافذة – قراصنة العالم الحر – 100 عام في سبيل ترسيخ هذه الثقافة لتحقيق هذا الواقع ، و تمكنت و بكفاءة عالية – من تحقيق غايتها من خلال أزلامها اللذين عملوا على سحب بساط الوعي و نشروا عوامل البعثرة الفكرية و تشتيت النسيج الإجتماعي – بغفلـة المجتمعات التي قدَّستْ حُكامها تارةً و ألَّـهتهم تـارة أُخرى و أتخذت منهم مظلاتٍ لا تصد المطر و لا تقي من الشمس ، بل و تحجب عنهم أسباب الفلاح و العيش الكريم ،،،

و ما زال الطموح يجُرُّ ذيلاً ،، و درب الظَّفرِ تسكنه الحدايا

— خضر الفقهاء —
……………………

مقالات ذات صلة

إغلاق