مقالات

تأثير الانحراف الاجتماعي على تشكيل شخصية المجتمع (4)

بقلم: د. محمّد طلال بدران -مدير دار الإفتاء والبحوث الإسلاميّة-

الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد:

* تأثير الانحراف الاجتماعي على تفكك الهوية الوطنية(2)
توقفنا في مقالة الأمس عند النقطة التي تحدثت عن: (تأثير الانحراف الاجتماعي على تفكك الروابط الاجتماعية) فتعالوا بنا نمضي في هذه النقطة قليلًا مضيفين إليها الآتي: لو أن المجتمع تحلّى بالانضباط الاجتماعي؛ -عكس الانحراف الاجتماعي- فسوف يؤدي إلى تقليل الانقسامات والصراعات داخل المجتمع وتسود فيه لغة التفاهم بين أفراده خصوصًا إذا كان هناك قنوات فعالة لحل النزاعات والصراعات تتمتع بمُقوّمات خاصة عقائدية وعلمية وفكرية، مما ينتج عن ذلك استقرارًا في كافة مناحي الحياة الاجتماعية والسياسية، فكلّما تمتع المجتمع بروابط اجتماعية قوية أكثر، كلّما كان المجتمع أكثر استقرارًا، مما يُسهم في تعزيز التنمية المُستدامة والرخاء خصوصًا الرخاء الاقتصادي…
– تشويش العلاقات الاجتماعية
يؤدي الانحراف الاجتماعي إلى تشويش العلاقات الاجتماعية، ويقلل من التواصل بين أفراد المجتمع ويزيد من حالة الانعزالية، وهذا من شأنه أن يقلل من الشعور بالانتماء للمجتمع وبالتالي يضعف الهوية الوطنية والانتماء إليها.
– التفاوت الاقتصادي:
قد ينتج عن الانحراف الاجتماعي تفاوتًا كبيرًا في امتلاك الثروة الاقتصادية والفُرص بين أفراد المجتمع، مما يزيد من الانقسامات والصراعات بين الأفراد والمجموعات، ويقوّض الثقة بين أنظمة المجتمع السياسية والاقتصادية والسلوكية مما يؤثر سلبًا على الهوية الوطنية، ويزيد من الأحقاد والضغائن والبغضاء بين الأفراد والمجموعات التي يتشكّل منها المجتمع، وينشأ عن ذلك الصراعات المسلّحة، ولقد رأينا بأم أعيننا الصراعات المحتمدة بين عصابات الإجرام والخاوة على النفوذ داخل مجتمعنا.
– تراجع الوعي الوطني:
وأعني بالوعي الوطني: إدراك الوعي بالقضايا القِيَميّة والعقائدية التي ترتبط بالوطن الذي نحيا فيه وبالمجتمع الذي ننتمي إليه، فكيف إذا كان هذا الوطن أرض الإسراء والمعراج؟ ومن تداعيات الانحراف الاجتماعي: انخفاض الوعي الوطني بين أفراد المجتمع، حيث قد يفقدون الاهتمام بالقضايا الحقيقية للمجتمع، مثل قضية الأرض والمقدسات والوجود، وهذا ما يصبو إليه من يتربّص الشرّ بنا وبمجتمعنا.
وللتغلب على هذه التحديات جميعًا، يتوجب على المجتمع بجميع مؤسساته أن يعملوا على تعزيز الوعي الوطني، وعلى تعزيز القيم والمعتقدات والمبادئ التي تجمعنا كشعبٍ واحد ينتمي إلى هذه الأرض المقدسة وينتمي كذلك إلى أمة واحدة كبيرة.. وللحديث بقية بمشيئة الله.
– مقالة رقم: (1583)
16. شوال. 1445 هـ
صباحكم طيب، ونهاركم سعيد
باحترام: د. محمد طلال بدران (أبو صُهيب)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق