مقالات

الم يحن الوقت لايقاظ الامة من سباتها العميق؟

كتب العرب ولا زالوا يكتبون في الكتب الدراسية لاجيالهم في الوطن العربي الكبير جيلا بعد جيل قصة انتصاراتهم في بداية قيام الدولة الإسلامية الكبرى في عهد الرسول صل الله عليه وسلم , وكيف سادت حضارتهم في بداية الإسلام على شعوب اخرى , ولكنهم بعد وفاة الرسول دبت فيهم الخلافات والانقسامات والصراعات وقتل الخلفاء الراشدون , والحسن والحسين ودارت المعارك الضارية بينهم ولم يحافظوا على حضارتهم ووحدة شعوبهم بسبب الصراعات الدامية على السلطة ,وما زال الصراع مستمرا الى يومنا هذا بنشوب الحرب الأهلية التي دمرت الاوطان وشتت الشعوب من بيوتها واوطانها . وتعيش الأجيال نتيجة ذلك على أمل إحياء تراثهم والرجوع الى الخلافة الرشيدة , ولكن العرب في وضع مأساوي ومزري ما داموا فيه لن يرجع مجد الامة كما يأملون ذلك, وسوف يكون هذا الامل مجرد أحلام ثم ما كان في زمن الخلافة لم يكن الوضع المثالي لنظام سياسي الذي يجب العودة إليه . وهذه الأيام يبكي العرب على الأطلال ويريدون الرجوع الى الماضي الذي لم يكن مزدهرا بل مليء بسفك الدماء , واليوم العرب منقسمون على ذاتهم ضعفاء متنافرون ويقعون تحت سيطرة وتأثير اتفاقية سيكس بيكو ووعد بلفور بعد انكسار الإمبراطورية العثمانية الذي حصل بعد الحرب العالمية الأولى حيث قسمت بريطانيا وفرنسا وإيطاليا الدولة العربية الكبرى الى دويلات اصطنعتها لنفسها حيث قاموا وما زال يقومون بتنصيب قادة فاسدين الذين يحمون عروشهم مقابل استغلال خيرات الامة وثرواتها لصالحهم , والشعوب العربية تعاني نتيجة ذلك من الضعف والفقر والجهل نتيجة هذه السياسه الاستعمارية.
نعم الامة العربية ولدت وازدهرت من جديد في زمن الرسول ولكنها هوت وسقطت وضعفت نتيجة الصراعات والانقسامات داخلها , والامة العربية اليوم منكوبة بعدة نكبات, واكبر نكبة وجود القيادات الفاسدة التي تسعى الى تثبيت وترك الوضع الراهن على ما هو عليه لخدمة مصالحهم دون السعي للنهوض بشعوبهم لمواكبة التقدم العلمي والاقتصادي والفكري والثقافي.
وعلى العرب عدم التفكير للرجوع الى الماضي الذي كرس الصراعات الدامية , بل عليهم تقييم الأوضاع والاتعاظ من تجارب التاريخ ونبذ الماضي التعيس، ونبذ التخلف والعنف والصراعات وفتح صفحة جديدة , والعمل ليلا ونهارا لايقاظ الأمة من سباتها العميق ,وعليهم العمل بكل جد وجهد لبناء وتطوير أنفسهم وتوحيد صفوفهم كي يلحقوا بركب الشعوب المتقدمة .
الدكتور صالح نجيدات

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق