منوعات
قصة حزينة ..حصلت في السودان)) “جورجيت” اسطورة مدينة بورتسودان.. تبحث عن ورقة طارت مع الريح !!
فراس بدر
كانت “جورجيت” من اسرة شاميه او اغريقيه.سكنت الحي مع والدها وشقيقها بعد وفاة والدتها. تخرَّجت من مدرسة كمبوني وعملت بالتدريس ..وكانت تتجول في شوارعهاعلى متن دراجه فنالت إعجاب كل من نظر إليها لحسنها الطاغى.
بدأت قصتها في نهاية الخمسينات عندما سكن بالحى موظف جاء منقولاً من الخرطوم وإستأجر مع زميل له غرفة بمنزل أسرة إغريقية مواجه لمنزل جورجيت.كان الشاب فى كل صباح يستمع لصوت غناء الفنانة فيروز صادراً من نافذة المنزل المواجه له حتي ادمن اغانيها و كان الغناء صادرا من منزل الفاتنة جورجيت ..
أصبح الشاب يصحو مبكراً ليستمع لغناء فيروز وبدأت علاقتهما بتحية وتطور الأمر إلى أن أعلن خطوبته عليها ..
شاع الخبر حتى وصل مسامع أهله فى الخرطوم فحضر والده ثائراعندما عرف بعلاقة ابنه بفتاة غير سودانية وغير مسلمة فأخذه من مكتبه رافضاً عودته حتى للمنزل لأخذ ملابسه وأرجعه إلى الخرطوم .وفى غفلة من والده دس في يد زميله مكتوبا الي جورجيت شارحا لها ظروف اختفائه المفاجئ .
حمل الصديق الرساله ودسها في اعلى باب المنزل ولوح لجورجيت ففهمت مقصده واسرعت بلهفه لاخذه من الباب فاتت الرياح بما لا تشتهى السفن ,هبت ريح قبل ان تصل جورجيت واخذت تلك الورقة تتقاذفها بعيدا عنها .فجرت و هرولت بكل قوتها للحاق بالخطاب و لكن هيهات..
أصابت المفاجأة جورجيت فى مقتل وساءت حالتها و أصبحت لا تعى ما تفعل ووهن عقلها وأصبحت تجوب شوارع الحى الإغريقى والسوق الرئيسى تبحث وسط الأوراق المتناثرة فى الشارع لعل وعسى أن تجد الرسالة.
عاد خطيبها بعد وفاة والده باحثاً عنها وعلم بأنها أصبحت وحيدة ليس لها عائل سوى عائلة “أندريا”الذين كفلوها بعد أن فقدت أسرتها إلتاقها بأحد الأزقة بعد أن راح بريق عينيها و حسن هندامها و اناقتهاوأصبحت شاردة شمطاء نظرت إليه كالفراغ و لم تعرفه .
تركته واقفاً وراحت تمارس عملها اليومى فى جمع الأوراق المتناثرة من الشوارع والازقه.
عاشت جورجيت هكذا معلم من معالم بورتسودان ..وظلت فى ذاكرة المدينة مثالاً حياً للحب الصادق والوفاء ..إلى أن توفاها الله عقب أصابتها بضربة شمس وأسلمت الروح وهي تجوب الشوارع بالقرب من مصفاة بورتسودان و إنسحبت بهدوء من الحياة.