مكتبة الأدب العربي و العالمي

الإحتياج المر / قصة واقعية

يحكى أن أعرابي إشتد به الفقر والفاقة والعوز في سنة من السنين وحاول مرارا ليجد لنفسه مخرجا من هذة الأزمة ولكن دون جدوى وبينما هو جلوس هو وزوجته وأولاده يشتكون من سؤ حالهم خطرت ببال زوجته فكرة جديدة و أيقنت أن فيها حل لمشكلتهم فقالت لزوجها لما لاتذهب إلى إبن عمك وصهرك في نفس الوقت 00 انه ميسور الحال ولديه حلال كثير و أموال طائلة فلعله يساعدك إن شكوت الحال عليه
تردد الرجل أمام إلحاح الزوجة وافق ثم هيأ نفسه للسفر ولكنه فقير لايجد حتى الراحله التي يسافر عليها وامتطى قدميه ومشى وهكذا استمر في السير ويسال عن ابن عمه في الصحاري حتى وصل إليه بعد عناء يومين من السير ليلا نهارا، ولكن الدهشة والمفاجئة التي اصابت إبن عمه بالاحباط رغم تكبد هذه المشقة هو منظر ابن عمه الغني الميسور الحال عندما وجده وهو يقوم بتجبير خروف صغير كان مكسور وهو يجبر يديه ليتعافى من الكسر
اشمأزت نفس الضيف الرجل يجبر الخروف وكيف اطلبه حلال ومال وهو بهذة الحال لم يهن عليه الخروف  الصغير

اقام وبات ليلته عند ابن عمه ولم يتكلم بالطلب الذي جاء من اجله لاعتقاده بان صهره بخيل وشحيح
وفي الصباح عاد الى أهله بخفي حنين
سالته زوجته فقال كيف اطلب من شخص يجبر خروف صغير كيف يعطيني وهو بخيل
وبعد مضي العام ازدادت الديون وتراكمت على الاعرابي فالحت عليه زوجته بان يذهب لابن عمه ويطلب منه ولا يخجل من  شدة الحاجة سافر مرة أخرى بعد عام ولكن ادهشه ما ادهشه عند وصوله لبيت إبن عمه
وجد الرجل يضرب بنته پعنف ويسب فاسرع نحوه وأمسك به وهدأه وقال له لما تقسو على هذه المسكينه
مالذنب الذي اقترفته ليستوجب هذا الضړب المپرح قال:
لقد اضاعت الإبرة يقصد إبرة الخياطة لإعتماد الناس عليها في السابق
سكت هذا الضيف وقال من أجل إبرة  والله لن أطلب منه شيئا
في الصباح تمطى قدميه وغادر وهو يتذمر من حال إبن عمه ولما وصل قال لزوجته لاتكلميني عنه بتاتا حتى لو هلكنا من الجوع لن أذهب إليه وبعد مضي العام ساءت حال صاحبنا واشارت عليه زوجته بالذهاب لإبن عمه وأن لايسكت بل يطلب منه مايريد وشجعته على ذلك فاستعد للسفر وسافر وعندما وصل استقبله ابن عمه ورحب به ودخل الى حضيرة الغنم وسحب الخروف الكبير الجزل وذبحه تكريما لابن عمه
وبعد العشاء وبعد أن غادر الناس جلس هو وابن عمه فقال له
ياإبن العم سنتين تاتيني وتغادر دون أن تتكلم رغم أني أرى في عيونك كلام كثير ولكنك لاتفاتحني به
رد عليه وقال نعم لدي كلام كثير وجئت بالمرة الاولى ووجدتك تجبر خروفاً  وعزت علي نفسي أن أطلب منك حاجة وأنت على هذا الحال
ضحك إبن عمه ضحكا كاد ان يغمى عليه من شدة الضحك وقال ما العيب  في ذلك هل اتركه يتالم وېموت أرأيت الخروف الذي اكلناه قبل قليل إنه هو
فقال إبن العم وجئتك في المرة الثانية وانت ټضرب إبنتك من أجل إبرة فكيف أطلب منك وأنت لم تهن عليك إبرة فضحك أيضا ضحكا شديدا وقال ليس من أجل الإبرة ولكني اعلمها درسا لتحافظ على الأشياء الصغيرة قبل الكبيرة هذه سوف تتزوج وتذهب إلى بيت زوجها واذا اضاعت الإبرة فمن السهل أن تضيع ما هو أكبر و أثمن من ذلك لذلك عاقبتها حتى تحرص على الأشياء مستقبلا وإلا أنا لو ارادت بدل الواحدة مئة احضرتها لها

لكن كيف تتعلم إذا توفر كل شيئ وفقد أي شيئ بدون حساب
وأنا لولا الحرص لما استطعت ان اجمع كل هذة الأموال والحلال فالتبذير يذهب كل شيئ
سكت الضيف وعرف أن إبن عمه ليس بخيلا بل مربي ناجح
في الصباح عندما أراد السفر قام إبن عمه فعزل له قطيعا من الغنم وقطيعا من الإبل أعطاه ألف درهما
وقال له اقض دينك واستر حالك واذا احتجت شيئا عد لي ولاتتردد
ففرح فرحا شديدا بهذه الغنيمة الكبيرة وعاد الى أهله مسرورا وقضى دينه وتحسنت أحواله
وتعلم درسا في الاقتصاد والحفاظ على الأموال
وعدم التبذير.

حكايات زمان

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق