خواطر

العبودية خيار

نضال علي الحسين

العبودية ليست مفروضة دائمآ بل هي خيار للبعض….

العبيد لا يتخلون عن العبودية حتى لو حررتهم……

الماضي كنز المآسي…
الماضي كان حاضرآ في زمانه فلا تجعله حاضرآ لتقتل حاضرك…

إستحضارك لذكريات من الماضي يعني أنك عبدآ له ….
إن الحديث عن الماضي على أنه تاريخ وجذور يعني الرغبة في العبودية…

الإنسان الحر إبن حاضره…
الإنسان العبد ابن ماضيه…
من يعيش في ماضيه لا مستقبل ينتظره…
من يعيش في ماضيه عبد ومن يعيش حاضره حر…..

الحرية أن تتخلص من آثار السوط الذي تركه الماضي على جسدك من خلال محو آثاره لا الإحتفاظ بها…..
إستحضار الذكريات يعني الرغبة في العيش فيها …

الاحتفاظ ببعض أثار الماضي هي رغبة للعودة إليه….

الذين يقولون كنا….هم عبيد يرتدون وهم الحرية…..

إن العيش في الماضي هو وسيلة لقتل الحاضر..
العبودية ليست ثقافة مجتمعية فرضتها علينا نخب السلطة لتخديرنا…..
إنما هي جينات فردية نجترها كل حين لنقتل حاضرنا…حبآ في العبودية….
لهذا تجد أن الأفراد اللذين يكونوا دائمي الحديث عن ماضيهم هم عبيد لذلك الماضي…
والمجتمعات تتكون من مجموعة من الأفراد…فتتكون الثقافة المجتمعيه.
ويعتبرونه جزء من شخصياتهم وكذلك كياناتهم….ولا يمكنهم التخلي عنه وإن ادعوا عكس ذلك….
إن الإنسان الذي يتم تحريره من العبودية…وما أن يرى السوط حتى يستعيد تلك الحقبة التي كان يعيشها هو في الواقع يحن للعبودية…وإلا كان من الممكن تقطيع السوط لا الاحتفاظ به…
وخاصة أن حاضره لايستدعي بقاء السوط بعد أن نهض من تحته….

إن قصة ذلك العبد الذي اتاحت له الظروف أن يكون سيدآ وتمكن من التحرر واشترى قصرا ومزرعه وسيارة…ولكنه لم يشعر بالحرية ..وعندما تم البحث عما ينقصه …تبين أنه يحتاج لسيد….

العبودية حالة نفسية …واحتفاظك ببعض الأشياء التي تذكرك بالماضي هي دليل رغبة للعيش فيه…

إن العيش في الماضي …من خلال رفض التخلي عنه أو عدم قدرة التخلص منه..بحجة أنه مجرد ذكريات….هي مجرد كذبة تواسي فيها ذاتك المهزومه أمام ذلك الماضي ….
لهذا يكون الحاضر مجرد محاولة لترميم ماضي ترغب في العودة إليه…
إن عدم القدرة على شطب كلمة ( كنت) من حاضرك واستبدالها بكلمة (الآن) هي دليل على أن الماضي يعيش بداخلك وتعمل على البقاء فيه….

لا يمكنك فهم الحياة وتفسير ظواهرها الاجتماعية والنفسية من خلال قراءة كتب سقراط وارسطو وجان جاك روسو وابيقور وماركس وابن خلدون وأبو العلاء وغيرهم ولا حتى من خلال قراءة كتاب إيديولوجية الجماهير….
إنما تفهم ذلك من خلال الحياة التي تعيشها وقراءة الظواهر الواقعية سواء كانت فرديه أو مجتمعية وتحللها….

كل ما كتب كان ظرفي مكاني وزماني….

نضال علي الحسين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق