ألا أن ماحدث العكس ،فأن صابرين بعد تعينها والذي كان بعد أيام من تخرجها مباشرة (فقد كان التعيين في ذلك الزمن مركزي ولايوجد خريج دون تعيين فقط من رفضوا التعيين واتجهوا للعمل الحر بسبب الظرف الاقتصادي الصعب للبلد آنذاك وقلة الراتب )
فأصبحت تقتني الماركات…،ولم تساعد والدتها بمصاريف البيت، بل ازدادت طلباتها وتنمرها وتقليدها لكل ماتراه ، تمردت على واقعها الأجتماعي، واصبحت تستعر من والدتها كونها لا ترتدي الماركات ولا تصبغ شعرها حسب الموديلات، وترتدي الحجاب، ولا تعتني بمظهرها مثل بعض امهات صديقاتها كانت هنالك ثوره عارمه من الحزن داخل قلب مبادئ بين خجلها ان يعرف اهلها بتصرفات ابنتها وخوفها من ردة فعلهم ، وبين حزنها من كونها زرعت خيرا وجنت التعب ونكران الجميل ، فلو علم أخوالها بتصرفاتها مع والدتها لكان لهم ردة فعل قاسية ضدها ولربما لأجبروها على ترك الوظيفة التي تجعلها تستعر من والدتها التي افنت شبابها وصحتها من أجل تربيتها ، وفي يوم جاءت صابرين لتخبر والدتها بأن هنالك شاب تقدم لخطبتها فرحت الأم فرحا كبيرا فهذا اليوم الذي تنتظره كل أم أن تفرح بزواج فلذة كبدها ممن يستحقها ويقدرها ، ولكنها تفاجأت بأختيار ابنتها كون الشاب عاطل عن العمل ولا يحمل اي تحصيل دراسي للأسف وعائلته تختلف بيئتهم عن بيئة عائلتها، لايحمل قيم رجولة وهو ليس الزوج الذي تتمناه اي ام لابنتها رفضت مبادئ هذا الزواج بشده لكن الفتاة كانت منبهرة بالزخارف وبحياة المدنية حسب وجهة نظرها والتي كان يعيشها أهل الشاب بنظرها تطور وتمدن فهي لديها عقدة النقص من حياة الريف وواقع عائلتها الريفي هكذا كانت تفكر للاسف ،
رفضت مبادئ هذا الزواج بشده فما كان من صابرين الا ترك بيت والدتها واللجوء لعمومتها والذين كانت منقطعه عنهم الا في المناسبات وهنالك وجدت آذان صاغيه لها لأنها ادعت بأن امها ترفض زواجها نهائيا من أي شخص يتقدم لها طمعا براتبها وهذا كذب وبدأت تبذخ بالصرف على عمومتها مما جعلهم يرضخوا لرغبتها ،ساءت حالة الأم الصحيه، فقد تزوجت ابنتها دون موافقتها، وهنا سلمت امرها لله، وبعد مرور اشهر عادت العلاقات وبتوسط من اخوتها بين الام وابنتها ، ولكن صابرين لم تتغيير بقيت كما هي بل اصبحت اكثر انانيه واصبح لديها طفلين تقوم بتركهم عند والدتها اوقات دوامها وخفارتها دون ان تترك لوالدتها مبلغ لاحتياجات اطفالها او ان تقوم بشراؤهن بنفسها،فهي تعتقد بأنها مفضله بذلك على والدتها كون لها نصيب في المنزل، ولم تقم ببيعه وأخذ حصتها تفضلا منها، هذا ماكانت تذكره لامها بين الحين والآخر هكذا كان مستوى تفكيرها، وزوجها يأخذ نصف راتبها لنفسه دون أن تعترض والا يغضب ويعاملها بالضرب والإهانة ، ذات يوم كان لديها خفاره في المستشفى، وتركت أطفالها عند والدتها وكان طفلها مريض جدا وساءت حالته فما تفعل لم تملك دينارا يومها في المنزل فهل تذل نفسها لأبنتها وتتصل بها لأعطاءها اجور الكشفيه والعلاج، او تتصل بأحد اخوتها وتطلب منهم اقراضها لحين استلامها الراتب التقاعدي، ولكنها تراجعت في اخر لحظه لأنها فكرت ربما يعرف اخوتها بجحود ابنتها لذا قامت بخلع اقراطها ( التراجي) وبيعها ومعالجة الطفل على نفقتها الخاصه دون أن تشكرها ابنتها بل تركت طفلها المريض لدى والدتها لتتكفل بعلاجه ومصاريفه دون احساس بالمسؤولية ، هكذا كانت ومازالت تتعامل مع والدتها بنفس الطريقه،مبادئ نموذج للأم المجاهده التي افنت حياتها وشبابها لتربية ابناؤها، ولكن لم تجني ثمرة تعبها سوى العقوق والجحود…، هذه قصة مبادئ التي لم يعرف قيمتها اقرب الناس لها ابنتها الجاحدة…
انا حينما اكتب هذه القصه فلكي تكون واعز لصحوة ضمير قد نام طويلا وآن له ان يصحو قبل فوات الأوان، الأم قيمه عليا ومقدسه ويجب علينا المحافظه عليها وصيانتها قدر المستطاع، اليوم هي معنا تعيش بيننا، تشعر بألمنا وتتوجع لوجعنا نعيش بفضل دعاؤها ورضاها عنا، فما علينا سوى برها ولو بالكلمه الطيبه فلو فقدناها لفقدنا رحمة الله وبركته في المنزل، كثيرون فقدوا أمهاتهم بأعمار صغيرة ولم تبقى لهم سوى الذكريات وانا منهم ويتمنون لو كانت امهاتهم على قيد الحياة لبرهم والركوع تحت اقدامهن طوال العمر. قال الرسول الكريم امك. ثم امك، ثم امك، ثم اباك) صدق رسول الله فأتقوا الله بأمهاتكم فالجنه تحت اقدامهن
د. رسالة الحسن