ثقافه وفكر حر
لغتنا العربية جميلة بصرفها ونحوها ” “إمَّا” التخييرية”
“إمَّا” التخييرية من الخطأ أن نُتبِعها بـ”أو”، فلا نقول “إما أن تقرأ أو تكتب”، والصواب أن نُتبِعها بـ”إمَّا” فنقول: “إما أن تقرأ وإما أن تكتب”. وضربنا على ذلك عدة أمثلة من القرآن الكريم، منها قوله تعالى: “فإمَّا منًّا بعدُ وإمَّا فداءً”، وقوله جلّ شأنه: “إمَّا شاكرًا وإما كفورًا”.
ولكن ربما يعلق احدهم فيقول لكن هناك آيات في القرآن الكريم جمعت ما بين “إما / أو” وهذه هي الآيات الكريمة
– “وَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ اللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ”.
– “فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ”.
– “فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ”.
ولكن هنا يقع الكثير من الناس في خطأ واردٌ أن نقع فيه جميعًا، هو أنهم لم يفرِّقوا بين “إمَّا” التخييرية، و”إمَّا” التي هي كلمتان: “إن” الشرطية و”ما” الزائدة. فـ”إما” في الآيات الثلاث شرطية لا تخييرية، وإذا وضعت مكانَها “إن” فقط، وحذفت “ما” الزائدة، فلن يختلف المعنى، فنقول مثلًا في غير القرآن: “وإن نرينَّك بعض الذي نعدُهم أو نتوفينَّك، فإلينا مرجعهم”، فجملة الشرط هي “نرينَّك بعض…” وجواب الشرط هو “فإلينا مرجعهم”، ودخلت عليه الفاء لأنه جملة اسمية. والمعنى واضح: إن أريناك بعض ما نعدهم، أو توفيناك، فهم في كل الأحوال مرجعهم إلينا.
والمثل في الآية الثانية.
أما الثالثة فيمكن أن تكون في غير القرآن: “فإن نذهبن بك فإنا منهم منتقمون، وإن نرينك الذي وعدناهم فإنا عليهم مقتدرون”.
فليس في الآيات الثلاث “إمَّا” التخييرية، وإذا اعتبرتَها تخييرية فسوف يفسد المعنى
النحو والصرف