اخبار العالم العربي

سعود الطبية”: إهمال تلقي العلاج المناسب لـ “اضطراب التحدي المعارض” يؤدي لحدوث مضاعفات

د. وسيلة محمود الحلبي

أكدت مدينة الملك سعود الطبية عضو تجمع الرياض الصحي الأول، على أهمية التعايش مع الطفل الذي يعاني من اضطراب التحدي المعارض من خلال مدح السلوكيات الإيجابية، إلى جانب تقديم المكافآت، وكذلك تجنب الصراع معه ووضع حدود واضحة للمطلوب منه، واتباع روتين ثابت وقضاء الوقت معه في عمل الأشياء التي يفضلها والاستمتاع معه و إشراك الوالدين وباقي أفراد الأسرة في المساعدة وعدم القلق عند عدم ملاحظة تحسن سريع .

وأوضحت المدينة على لسان رئيس قسم الصحة النفسية د.عبدالله اليحيى بأن اضطراب التحدي المعارض يمثل أحد اضطرابات السلوك التي عادة ما تظهر في مرحلة الطفولة وما قبل المدرسة وتستمر بازدياد، وتكون سلوكيات التحدي والمعارضة متكررة ومستمرة، وتسبب مشكلات خطيرة في العلاقات والأنشطة الاجتماعية والدراسة والعمل للطفل والعائلة وقد تمتد إلى سن المراهقة والبلوغ إذا لم يتم علاجه مبكرا.
وتابع تصريحه قائلاً: تستمر الأعراض العاطفية والسلوكية لاضطراب التحدي المعارض في العموم لمدة ستة أشهر على الأقل، وتشمل تلك الأعراض المزاج الغاضب والعصبي، والسلوك الجدلي والمتحدي، والسلوك المؤذي والانتقام.
ولفت د.اليحيى إلى أعراض اضطراب التحدي المعارض وهي ما يلي: تكرار حدوث نوبات غضب، استياء الجدال الحاد مع الكبار لا سيما الأبوين أو المعلمين في المدرسة، الامتناع عن الامتثال للأوامر والقواعد، محاولة مضايقة واستفزاز الآخرين عن قصد، وكذلك الانزعاج بسهولة منهم، والشعور بالحقد والسعي للانتقام، وأيضًا استخدام الشتائم والألفاظ البذيئة عند الغضب .
وأشار إلى احتمالية أن يؤدي إهمال تلقي العلاج المناسب إلى حدوث مشكلات ومضاعفات منها ضعف الأداء في الدراسة أو السلوك المعادي للمجتمع أو مشكلات قانونية أو اضطراب إساءة استخدام الأدوية أو الانتحار -لاسمح الله- ، ويعاني العديد من الأطفال والمراهقين المصابين باضطراب التحدي المعارض من حالات صحة عقلية أخرى، مثل: اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط أو اضطراب السلوك أو الاكتئاب أو اضطرابات القلق أو اضطرابات التعلم والتواصل.
ونوه د.اليحيى بأن علاج اضطراب التحدي المعارض يتضمن في المقام الأول تدخل العائلة، لكن العلاج قد يشمل أنواعًا أخرى مثل الحوار وتدريب الطفل وتدريب الأهل أيضًا، وغالبًا يستمر العلاج عدة أشهر أو أكثر، ومن المهم أيضًا علاج أي مشكلات أخرى قد تكون موجودة لدى الطفل، مثل حالات الصحة العقلية أو اضطرابات التعلم، لأنها قد تؤدي إلى ظهور أو تفاقم أعراض اضطراب التحدي المعارض إذا تُركت من دون علاج وبصفة عامة، لا تُستخدم الأدوية وحدها للعلاج إلا إذا كانت لدى الطفل مشكلة أخرى متعلقة بالصحة العقلية.
وللوقاية نصح د.اليحيي الأهالي بتعليم الأطفال الصغار المهارات الاجتماعية وكيفية التعامل مع الغضب من خلال برامج التدخل المبكر، وخضوع المراهقين للعلاج بالكلام للمساهمة في تجنب السلوكيات التي تسبب المشاكل وتعزيز المهارات الاجتماعية لديهم، والحصول على المساعدة من البرامج المدرسية التي تساهم في منع التنمر وتحسين العلاقات بين المراهقين، وتلقي الآباء والأمهات برامج تدريبية لتعلم كيفية التعامل مع سلوكيات الطفل، وطرق التعزيز الإيجابية، وكيفية تهذيب الطفل بأساليب سليمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق