قال المثل : فاقد الشيء لا يعطيه , وكل اناء بما فيه ينضح , فكل نفس إنسان تخرج ما فيها أن كان خيرا أو شرا، حتى وإن حاول هذا الإنسان كتمان ما في نفسه من شر ولكن لابد وأن تبدو حقيقته فألزمن كشاف ، فالقلب الذي امتلأ حقدا وكراهية وغيرة وحسدا لا يمكن أن ينضح ويعطي حبا وتسامحا واخلاقا واحتراما وعطفا ومساعدة الغير ، لأن التربية التي تربى عليها صاحب هذا القلب الأسود لم تكن صالحة واهملت تربيته ، فكانت هذه النتيجة حتمية أن يكون شريرا ، وأفعال البشر وتصرفاتهم مرآة أخلاقهم وما تربوا عليه.
وكما قال المثل :من شبّ على شيء شاب عليه، فمن تربى على الفضيلة والخير والقيم والاخلاق يقدم الخير، ومن تربى على الشر واهملت تربيته في الصغر سوف يقدم الشر، وما نرى من عنف وقتل واستعمال المخدرات والاتجار بها وبالسلاح المهرب ما هو الا نتيجة الاهمال التربوي , ولن يصلح العطار ما أفسد الدهر, وكما قال ذلك الاعرابي : اذا كان الطباعُ طباعَ سوءٍ فلا أدبٌ يفيدُ ولا أديبُ.
والحقيقة أن الكثير من الناس فقدوا التربية الصالحة فنزع من قلوبهم الإيمان ومخافة الله والضمير والمحبة والتسامح واعمال الخير وأصبح شغلهم الشاغل بث الفتن وإيذاء الناس وشتم هذا وسب ذاك والتعرض للناس وابتزازهم وفضح اعراضهم ونشر الفساد ولا يحبون الخير للآخرين وهؤلاء الناس في نهاية المطاف يحصدون ثمار زرعهم الفاسد، وستدور الدائرة على الباغي وينالون من الله ما يستحقون في الدنيا والآخرة.
ايها الاهل الكرام , لا تهملوا تربية اولادكم في الصغر , لان التربية في الصغر كالنقش في الحجر ,وربوا أولادكم صغارا على القيم والاخلاق الحميدة ترتاحون عند كبرهم وتضمنون نجاحهم في المستقبل .