مكتبة الأدب العربي و العالمي
أميرة_قلعة_اليمام الجزء الخامس ورقة الكنز…
في الصّباح تظاهرت البنت بالمرض أمام الحارسين ،وقالت لهما إنّي أحس بالتّعب ،وسأنام ،ولا أريد أن يزعجني أحد !!! سألاها هل تريدين أن نأتيك بطبيب ؟
ردّت :لا داعي لذلك، يكفيني شراب ساخن ،وسأطلب من مربيّتي أن تحضره إلي حجرتي !!!
إنتظرت قليلا ،ولمّا إطمئنّت إلى أنّهما قد إبتعدا تسللت إلى البرج ،ودخلت السّرداب .ولمّا خرجت من الكهف، وجدت الشّيخ في إنتظارها ،وقال لها :هيا بنا نسرع ،فالأمير فخر الدّين لا يزال مغمى عليه ،وقد يستيقظ ويجد نفسه وحده !!! بعد ساعة وصلا إلى الكوخ ،فوجدا الأمير نائما ،وقد بدأ العرق يتصبّب بغزارة منه .قال الشّيخ هذه علامة جيّدة ،لو زالت الحمّى سيفيق.
سألت الأميرة الشّيخ :ماذا تنوي أن تفعل بعد أن وجدت سيّدك ؟ قال :سأجمع من بقي من رجالنا،ونحاول البحث عن كنز الملكة المدفون في القلعة ،وربما تقدرين على مساعدتنا، سألته: وهل تعرفون مكانه ؟ أجاب : لا ،الملكة، وإحدى وصيفاتها هما فقط من ،تعرفان ذلك ،ويقال أنّه في مكان لا يخطر على بال أحد ،كانت الأميرة تسمع بإهتمام ،وقالت لنفرض أنّكم جمعتم من بقي منكم، ووجدتم الكنز، فما الذي تنوي فعله ؟
لعلك تفكر في غزو أرض الملكة اليمام ،وتنصيب إبنها فخر الدّين على العرش !!! ضحك الشّيخ، وقال : نعم هذا ما فكّرت فيه طوال سبعة عشرة سنة ،ولن نكون وحدنا ،فزوج الملكة هو أحد أمراء جزيرة قبرص، وقد قابلته في أحد الأسواق ،وبعد مدّة أسلم، وتزوّجا، وسمّى نفسه عليّ بن الحسن .
ولّما قتله أخوها بالسمّ،أعلمت قومه بما حدث ،وطلبت مساعدتهم لكنهم كانوا مشغولين بالربح ،ولم يجبها سوى عدد قليل من سادتهم ،والنتيجة علم أخوها بمكانها ،وأفسد مخططها .لكن الحمد لله نجى الأمير الصّغير، ولم يجد أحد الكنز!!! قالت ميساء : إذا تنوى االإبحار إلى قبرص ،وجمع أمراء البحر،حول فخر الدّين ؟ الفكرة معقولة ،لكن من يضمن لك أنّهم سيساعدونه الآن بعدما خذلوا أمّه في السّابق ؟ أجابها الشيخ :الذّهب والفضة يا ميساء !!! فالكثير من أهل قبرص تجّار،وسيحصلون أيضا على إمتيازات مع الشّام .قالت ميساء : هذه المرّة سينضمّون لفخر الدين فدمائهم تسري في عروقه ،ولم يبق سوى العثور على الكنز، فالمال قوام الأعمال كما يقولون ،المشكلة أنّ القلعة كبيرة ومليئة بالمخابئ !!!
في هذه اللحظة تحرّك الأمير ،وفتح عينبه ببطئ ،فجرى له الشيخ ،وفي يده قلة ماء ،وسقاه ،أمّا ميساء فأمسكت يده ،وهمست بصوت ناعم : لقد خفنا عليك بقيت يومين وأنت تهذي من الحمى !!! نظر حوله ،وتساءل :أين أنا ؟ ومن ذلك الشّيخ الواقف أمامي ؟ أجابه :إسترح الآن يا مولاي ،وستعلم كلّ شيئ في أوانه !!! قال الأمير: لا أفهم ما يقع حولي هذه الأيّام مجهولان يسألان عن ورقة تقود لكنز، ورجل لا أعرفه يناديني مولاي ؟ هل هناك من يشرح لي ما يحصل بحق السّماء ؟أسندت ميساء ظهره على الحائط ،ومسحت قطرات العرق على جبينه ،ثم قصّت عليه كل ما عرفته من الشيخ ،وكان الفتى يقاطعها كل مرّة ،وهو مندهش وفي النهاية قال لها لا أصدق حرفا واحدا من كلامك !!!
لكن الشّيخ قال له :حسنا وكيف تفسّر الوشم على ذراعك الذي فيه زنبقتان ،وهذا هو أيضا شعار القلعة ،فكّر فخر الدّين ،وقال :حقا هذا يبدو غريبا ،ولا أجد تفسيرا لذلك !!! قالت ميساء : هل نسيت تلك اللوحة في دارك التي فيها ذلك الشّعار ؟ أجاب الفتى :أذكر أنّ المرأة التي ربّتني، قالت لي شيئا بخصوصه لكني نسيته !!! ظهر الاهتمام على الشّيخ ،وقال له :وأين تلك المرأة الآن ؟ردّ فخر الدين: لقد ماتت ،وهي شقراء ،وفاتحة العينين !!! سأله هل إسمها ربيعة ؟ أومأ الفتى برأسه ،فهتف الشّيخ :إنّها وصيفة أمّك: اليمام ،وهي الشّخص الوحيد الذي يعرف مكان الكنز من أعوانها ،ولذا جاء أولئك الرّجال لبيتها للسّؤال عن ورقة الكنز ،قال فخر الدّين :الآن إقتنعت أنّ كلّ ما سمعته صحيح ،وهذا يعني أنّنا كلنا في خطر !!! قال الشيخ :لو وجدنا الكنز لأبحرنا لأعمامك في جزيرة قبرص ،ودبّروا أمر عودتك إلى الحكم …
…
يتبع
الجزء السادس
من قصص حكايا العالم الاخر