مكتبة الأدب العربي و العالمي
المستودع الجزء الرابع والاخير
ديفيد : الغبية .. ظنّت بأني سأدعها تخرج من هنا بسلام , بعد ان أخبرتكم بجرائمي
الفتاة الهندية بخوف : أهذا يعني انك ستقتلنا جميعاً ؟!
ديفيد : أتمنى ان لا اضطّر لذلك .. فأنا سأمتحنكم اولاً , ومن ينجح منكم ينضمّ الى عصابتي المميزة .. والآن اجلسوا لكيّ أحلّ لكم مشاكلكم
فجلسوا وهم يرتجفون خوفاً , بعد ان هدّدهم بالسلاح !
ديفيد : انتِ يا جسيكا .. بإمكاني اعطائك المال لإجراء العملية الجراحية لتتحولي رجلاً كما ترغبين
جسيكا بارتباك : شكراً لك
ديفيد : وانت يا آدم .. يمكنني مساعدتك بقتل جدتك المتسلطة
آدم بخوف : لا اريد !! .. فهي وان كانت صارمة , الا انها تفعل ذلك لمصلحتي
ديفيد باحتقار : ايها الجبان !
واطلق رصاصة في رأسه , أردته قتيلاً ..
فبكت الفتاة الهندية وهي تقول : رجاءً سيد ديفيد ..دعنا نذهب الى بيوتنا , فنحن لسنا بمجرمين
ديفيد : اذاً سأجبركم على ذلك .. وسأبدأ بجاك
وضغط على جهاز التحكّم .. لينزل من السقف والد جاك مربوطاً ومكمّم الفمّ , وبالحبل الآخر كلبه المقيّد بإحكام .. بعد ان وضع ديفيد اسفل منهما حوضاً حديديّ به نار منصهرة .. ثم اعطى جهاز التحكّم لجاك الذي كان يرتجف باكياً , قائلاً له :
– هناك زرّان على الجهاز .. هذا لإنقاذ والدك , وهذا لإنقاذ كلبك .. فأيهما تختار ؟
جاك بفزع : ارجوك سيد ديفيد , انا لا اريد قتل والدي
ديفيد : لكنه يريد ان تقضي جلّ عمرك بالعمل معه في محل الخرداوات
جاك بفزع : لا امانع ذلك .. صدقاً لا مشكلة لديّ
ديفيد : لكن هذا لم يكن رأيك سابقاً .. (ثم وجّه سلاحه نحوه وهو يقول).. اريدك ان تختار الآن !!!
فأراد جاك كسب المزيد من الوقت , فسأله :
– اساساً كيف وصلت الى مكان والدي ؟!
ديفيد : سؤالٌ مهم .. ما لا تعلمونه عني , انني هاكر محترف .. واستطعت التوصّل الى عناوين منازلكم من ارقام حواسيبكم التي ظهرت عندي اثناء تسجيلكم في جمعيتي .. وخلال نومكم قبل قليل , طلبت من حرسي إحضار اهاليكم الى هنا
الفتاة الهندية بخوف : وهل عائلتي موجودة بينهم ؟!
ديفيد بعصبية : إنتظري دورك يا امرأة !!.. والآن يا جاك لا تضيع وقتي .. من ستختار بينهما ؟ والدك الفاشل المملّ , ام كلب طفولتك؟
وبيدٍ مرتجفة , إختار جاك إنقاذ والده .. لكن الغريب ان والده هو من سقط ببرميل النار ! وصار يصرخ من شدة الألم .. فأسرع جاك لإنقاذه .. ليقوم ديفيد بإطلاق ثلاثة رصاصاتٍ متتالية : قتلت جاك ووالده والكلب .. ثم توجّه للبقية قائلاً :
– قتلتهم لأن جاك الغبي إختار خطأً , وخيّب ظني فيه .. والآن دوركِ ايتها الهندية ..
وضغط على زرٍّ آخر في جهازه : ليتدلّى خطيبها الهندي بالحبل , في مقابل حبيبها بالإنترنت ..
ثم سألها ديفيد : هآ عزيزتي من ستختارين ؟ أعتقد انك ستفضّلين القلب على العقل , اليس كذلك ؟
لكنها فاجأته باختيار الهندي لأنه من اقاربها , لتنهار باكية بعد رؤية خطيبها يقع فوق منشارٍ حادّ قطعه الى نصفين
فتنهّد ديفيد بضيقٍ وغضب : ما بالكم يا اغبياء !! لما لا تختارون بشكلٍ صحيح ؟!
ثم اطلق النار عليها وعلى خطيبها الهندي , معلّلاً فعلته :
– لا اريدكم ان تفضّلوا الآخرين على مصالحكم الشخصية ..فأنا اريد اشخاصاً انانيون في عصابتي .. المهم , اين وصلنا .. .. آه داني دورك الآن .. فقبل اسبوع إخترقت حاسوبك , وقرأت قصة جارك المتحرّش من ملفّ مذكراتك.. وجيد انك ذكرت عنوان منزلكم القديم واسمه بالكامل , فهذا سهّل إيجاده … وهاهو موجود في تلك الخزانة الحديدية .. (ثم ضغط على زرّ في جهازه , لينفتح باب الخزانة وبداخله العجوز مقيد ومكمّم الفمّ) .. هاهو عدوك يا داني ..فهل ستطعنه بسيف سامورايّ , ام ستخيب املي انت ايضاً ؟
وما ان رأى داني جاره , حتى عادت له ذكريات الطفولة المريرة .. فسحب السيف من يد ديفيد , وانطلق كالمجنون باتجاه جاره ليغرزه بكل حقدٍ وغضب في قلبه .. فيموت على الفور !
وهنا صفّق له ديفيد بفخر :
– وأخيراً وجدت شخصاً يشبهني .. أحسنت يا داني !!.. من قال ان الشواذ ضعفاء .. هيا اذهب واسترحّ هناك , وهات السيف من يدك
فتهالك داني على الكرسي وهو ينهج بصعوبة , وهو لا يصدّق بأنه تخلّص أخيراً من كابوس جاره !
بهذه الأثناء .. إقترب ديفيد من اريك ومعه علبتا دواء , قائلاً :
– دورك يا اريك .. الست مدمن ادوية ايها الصيدلي ؟ لهذا جلبت هاذين , خصيصاً لك
اريك مرتجفاً : لا ! هاذين الحقنتين تسببان الموت ان أخذتهما سويّاً
ديفيد : اعرف , لهذا اريدك ان تحقنهما في ذراع جسيكا
جسيكا بفزع : ماذا !
ديفيد : آسف عزيزتي , لكني اريد إمتحانه
جسيكا : الم تخبرني بأنك ستعطيني المال من أجل عمليتي ؟
ديفيد : الوضع يتوقف على قراره هو .. هآ يا اريك ماذا قلت , هل ستحقنها بهما ؟
اريك بعصبية : لا طبعاً !! انا صيدلي ولست قاتل
ديفيد : توقعت ذلك .. اذاً دورك يا جسيكا .. ففي حال حقنت اريك بهما , سأتكفلّ بجميع مصاريف علاجك .. لكن عليك اولاً ان تثبتي ولائك لي .. وانت يا داني , قمّ بتقيده
فأسرع داني بربط اريك بالكرسي والذي لم يقاومهم لخوفه من سلاح ديفيد الموجّه اليه .. بالوقت الذي كانت فيه جسيكا تخلط الأبرتين سوياً داخل الحقنة
اريك بخوف : لا يا جسيكا .. انا لم أقبل بقتلك , فلماذا تقتلينني ؟
جسيكا : لأني اريد ان اصبح رجلاً مهما كلّفني الأمر
ديفيد : أحسنتي عزيزتي , هيا أريني براعتك
فقامت بحقن ذراع اريك بالدواء .. لتظهر النتيجة بعد نصف ساعة , حيث صار يتقيأ دماً , وجسده ينتفض بقوة .. الى ان فارق الحياة
وهنا صفّق ديفيد لداني وجسيكا وهو يقول لهما :
– أعلنكما الآن !! فردين مميزين في عصابة غريبيّ الأطوار
جسيكا : لكننا ثلاثة فقط !
ديفيد : ومن قال ذلك
ثم صرخ بعلوّ صوته قائلاً :
– تقدّموا ايها الأصدقاء لتحية العضوين الجديدين !!!
وإذّ بمئة شاب وفتاة يخرجون من داخل المستودع وهم يصفقون لهما ..
وهنا قال ديفيد لداني وجسيكا : هؤلاء جميعهم قتلوا عائلاتهم من أجلي .. اما الرؤوس المحفوظة في القبو فماهي الا نماذج بسيطة لمعرض الرؤوس الضخم الموجود في علّية المستودع ..سأريكما إيّاه بعد قليل
ثم وجّه كلامه لجميع افراد عصابته , قائلاً بصوتٍ عالي :
– والآن يا اصدقاء , قوموا بتقطيع رؤوس الضحايا الجدّد لوضعها في متحفنا المميز .. ومن بعدها يبدأ الحفل الحقيقي للسنة الجديدة ..
فهللّ الجميع فرحاً بعد إخراجهم السكاكين لتجهيز الجثث والإستمتاع بتقطيعها .. وهم يردّدون كلمات أغنية روكٍ صاخبة صدحت من مكبّرات الصوت المعلّقة في زوايا المستودع الدمويّ المرعب !
من قصص حكايا العالم الآخر