مكتبة الأدب العربي و العالمي
حكاية #أميرة_الورد_وأميرها الجزء الاول
يحكى أنه كانت هناك بلاد مترامية الاطراف يحكمها ملك وملكة..
وكان لهما ثلاثة أولاد.. الأكبر والاوسط كانا متزوجان بأميرتين.. أما الأصغر ويدعى سامر فلا يزال أعزباً لم يتزوج بعد..
وقد حاول الملك إغرائه بالزواج من إبنة عمته, بينما حثته الملكة على الزواج من ابنة خالته.. لكن سامراً لم يبدي اهتماماً بالزواج بأيٍ منهما..
وفي صباح أحد الايام..
وبينما كان سامر جالساً على مائدة الفطور مع والديه, إذ تطرق الملك لموضوع الزواج مرةً أخرى, ولام سامر على رفضه لعروض الزواج.. فشعر سامر بالإنزعاج , الى درجة أنه جرح اُصبعه بالسكين عندما كان يحاول قطع الخبز , فسقطت منه قطرة دمٍ على القشدة البيضاء فتحولت الى لونٍ ورديٍ جذاب..
إستغرق سامر بالنظر الى ذلك اللون الأخاذ , ثم نهض وقال :
أبي.. أمي.. أود أن أبلغكما بأنني قد قررت الزواج.. لكن الفتاة التي سأتزوجها يجب أن تكون شفاهها بهذا اللون..
وأشار الى لون القشدة الممزوج بقطرة الدم..
وبعد أن قال ذلك, خرج الامير الشاب من القصر بحثاً عن حبيبته الخيالية..
جال الامير على فرسه في ربوع المملكة على أمل أن يحظى برؤية فتاةٍ تشبه الصورة التي رآها في مخيلته..
بحث سامر وبحث حتى طال بحثه الى عدة أيام.. ثم تحولت الايام الى أسابيع..
وتحولت الاسابيع الى شهور دون أدنى فرصةٍ للعثور على ضالته المنشودة..
وقد طلب منه الملك يوماً أن يكف عن بحثه المستميت هذا عن تلك الفتاة التي لا تعيش إلا في عقله..
وقد شبّه الملك بحثه هذا كمن يبحث عن العنقاء التي هي طائرٌ خرافي لا توجد إلا في الاساطير..
ثم قال له الملك :
أما آن لك يا ولدي أن تتخلى عن عنقائك وتعود الى أرض الواقع وتترك بحثك الذي لا جدوى منه, فلقد أضرّ بك البحث حتى اُصبتَ بالهزال.. وإني والله لأخشى عليك من الهلاك..
رد سامر :
أنا لم أبحث سوى داخل المملكة يا أبي .. ربما تكون معشوقتي في مكانٍ ما خارج مملكتنا..
هنالك شيئٌ ما في داخلي يدفعني لمتابعة البحث.. لأنني على يقين بأني سأجدها يوماً ما.. ولأنها تستحق جهود البحث والإنتظار , وسترى ذلك يا أبي..
وبتلك الكلمات, ودع سامر أبويه وانطلق الى خارج المملكة في رحلته الطويلة للبحث عن معشوقته الاثيرة..
وبعد عامٍ كامل قضاها في الاسفار من بلدٍ الى بلد.. ومن مملكةٍ الى أخرى, وصل سامر أخيراً الى فلاةٍ من الارض, وكان المساء قد حلّ, فشاهد من بعيد ناراً فاتجه إليها , فوصل الى خيمةٍ تجلس بجوارها إمرأةٌ عجوز حالما شاهدت سامراً حتى نهضت واستقبلته ودعته للجلوس قرب النار , ففعل الامير شاكراً لها صنيعها..
وبعد أن قضى الإثنان بعض الوقت في الحديث والتعارف, اكتشف سامر بأنها عجوزٌ طيبة, ففكر بأنها يمكن أن تساعده, فأفصح لها عن قصة بحثه الطويل والمضني عن فتاة أحلامه..
أطرقت العجوز أرضاً ثم قالت :
مثل هذه الامور لا تنتهي دائماً على خير.. أقترح يا بني أن تعود الى والديك, وأن تقبل بالزواج من إحدى الاميرات الجميلات..
هنا نهض سامر وقال :
آسف يا جدتي.. إعتقدتُ أنه بإمكانكِ مساعدتي, لكنني كنتُ مخطئا.. فأنتي لا تختلفين عمن سبقكِ.. الوداع أيتها الجدة..
ثم استدار سامر واتجه الى فرسه, لكن العجوز استوقفته قائلة :
تمهل قليلاً يا بني.. يبدو أنك مصممٌ تماماً على إنجاز مهمتك ولا شيئ سيوقفك.. حسناً سأساعدك..
ثم دخلت العجوز خيمتها وعادت وقد أحضرت معها وردةً حمراء وناولتها إلى سامر….. يتبع
من قصص حكايا العالم الاخر
لمشاهدة الجزء الثاني اضغط هنا