مقالات
أختفاء سفط السلفانا. / ازدهار عبد الحليم
من يشاركني
الحنين الى الماضي والزمن الجميل والبساطه التي عشناها . كنا فيها أبرياء وأكثر نقاء ، واكتفينا بالقليل من أنواع الحلويات والسكاكر .
كانت تسعدنا حبة الشوكولاطه السلفانا .
مَن من جيل الخمسينات والستينات لا يذكر او لا يعرف سفط السلفانا .
الذي احتل المقام الأول من بين الحلويات هذا الجيل عاصر السلفانا وعشقها وتصدرت واحتلت المكان الاول بالمناسبات والاحتفالات والزيارات .
والحنين الى الماضي وأيام المدرسه أذكر أوقات الاستراحه كنا نذهب الى بيت صديقتي ونسترق النظر لحين الجده تنوي الوضوء وقتها نسرع الى النمليه المصنوعه من الخشب وموجود فيها كل انواع المونه وسفط الشكولاطه مترأس بالطبقه كالملك نفتح النمليه بسرعه ونسرق حبات السلفانا ونهرب
لكي لا يرانا احد .
ونتذوق الشوكولاطه ونستمتع حتى نصل حبة اللوز ونشعر بهرمون الفرح والسعاده ويأخذنا الخيال البعيد والبسيط كيف حبة اللوز داخل الشوكولاطه .
لكنها وبمكانتها وبتذوقها اندثرت ، كما اندثرت أشياء كثيره حالها كحال القضيه الفلسطينيه.
والكثير منا لا يعرف من صنعها ، نحن ندرك انها صُنِعت في رام الله والكثير منا لا يعرف قصه سفط السلفانا ولماذا اختفت . قرأت في مرجع أنه
في مدينه رام الله كانت عائله أرمنيه تصنع الحلويات والسكاكر في حوش الدار ويبيعوا للمحلات والبسطات .
ولهم ابن اسمه يوسف قرر الأب أن يرسل أبنه يوسف الى ايطاليا ليدرس صنع الحلويات الغربيه . سنه 1948 .
وهناك الابن تعلم وفي يوم من الايام قرر يوسف الذهاب للسينما لمشاهدة فيلم الرز المر وبطلة الفيلم اسمها سلفانا وكانت رمز للجمال وعملت أيضا عارضه أزياء أحبها يوسف وعشقها وعشق اسمها .
وعندما رجع يوسف من ايطاليا قرر ان يعلن اسم نوع الشوكولاطه سلفانا على اسم الممثله ويطور المصنع سنه 1953 وبالفعل طور المصنع بعد وفاة الاب أختلفت الأخوه على تقسيم الميراث وكان المصنع أكبر مصنع في القدس والكل عرف باسم سفط سلفانا. مع كل هذا التطور والاختلاف اشتهرت الشوكولاطه بهذا الاسم ووصلت الشهره للاردن وسُوِّقت الى أسواقنا سنه 1948 . داخل الخط الأخضر حتى عام 1987 . وقت الانتفاضه الأولى والأضرابات ومنع التجول أُغلِق المصنع وتقلص الطلب على السلفانا، ودخلت منتوجات أُخرى مثل شكولاطه عيليت واختفت علبة السلفانا
لربما الحنين ليس لسفط السلفانا فقط انما لأيام مضت
قلم ازدهار