مكتبة الأدب العربي و العالمي

حكاية النّعوشة والغربال النصف الاول

أخرج وقت المغرب وستراها

منذ زمن بعيد عاشت إمرأة فقيرة مع زوجها في أحد القرى البعيدة ، وكانت تعمل معه في الحقل ورغم تعبها وتفانيها في شغل البيت، إلا أنّ زوجها دائمًا ما كان يعاملها بقسوة ،ويعاقبها على أبسط الأشياء بالضّرب والإهانة، كانت تلك المرأة صابرة ،فعلى الأقل لديها سقف يأويها ،وحقل تأكل منه ،لكن أمنيتها الوحيدة هي إنجاب طفل يكون أنيسًا لها في تلك الحياة القاسية التي تعيشها ،المشكلة أنّها كلما حملت ،فقدت الجنين بسبب الإجهاد الشديد، والتعب.

وفي أحد الأيام علمت المرأة أنّها حامل، ففرحت فرحًا شديدًا ،ودعت ربّها أن يكمل هذا الحمل ،وبالفعل استجاب لها الله ،وولدت طفلا جميل الوجه، كانت تشعر بالسّعادة كلما نظرت إليه ،فهو الصّديق المنتظر، الذي طالما حلمت به، كانت تأخذه معها إلى الحقل ،وتضعه فوق ظهرها ،فلم تكن تريد أن يبتعد عنها ولو لحظة واحدة ،مع الوقت كبر الولد ،وأصبح يساعدها في شغل الحقل،ووقت الطعام يجلسان ويأكلان معا كتب الله ،أمّا زوجها فصار أكثر رقّة معها لمّا رأى اهتمامها بالطفل ،ورغم أنّه يحرمها، إلا أنّ جاراتها يشفقن عليها ،ودائما يعطينها الملابس ،والمال لتنفق عن ابنها ،وبدأت حياتها تتحسّن ،وحمدت الله على ذلك .
وفي أحد الأيّام كانت في الحقل ،وطلبت منه أن يحضر غربالا من عند جارتها لإعداد العولة، وبالفعل اتّجه الولد إلى جارتهم، وطلب منها الغربال ،لكنه لمّا استدار ليعود لأمّه، وجد أرنبا جريحا ،لفت انتباهه، فرمى الغربال أمام دارهم ،ومدّ يده ليمسك به، إلا أنّه هرب ،ثمّ وقف ينظر إليه، فجرى الولد ورائه ،لكنه إبتعد دون أن يشعر داخل الغابة ،وفجأة تذكّر أمّه ،فرجع وبحث عن الغربال في كلّ مكان لكنّه لم يجده ،ونسي أنّه تركه قرب دارهم ،أحسّ الولد أنّه تأخّر، وأنّ والدته سوف تعاقبه، لكن لم يكن أمامه سوى العودة دون الغربال، و حكى لها أنّه فقده، فغضبت الأمّ، وصارت تضربه بقسوة بعصا حتى مات في يدها، وهنا كانت صدمة الأمّ قوية فقد مات ابنها الذي طالما انتظرته ،وحلمت به ،فبكت طول اليوم ،ولطمت وجهها ،ثم نامت ،وفجأة سمعت صوتا يتحّرك قربها، ولما فتحت عينها رأت طائرا قبيح الوجه أحمر العينين ،وقال لها: لم يتبقّ لك شيئ بعد موت الطفل، فلن تجدي المساعدة من جيرانك
وسيعود زوجك لضربك ،هل هذا ما تريدينه ؟

بتبع ….

قصص حكايا العالم الاخر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق