يكشف توماس فريد لورانس “الملقب بلورانس العرب” في كتابه عن الثورة العربية الكبرى بأن الثورة البلشفية هي من كشفت سرّ معاهدة سايكس- بيكو لتقسيم الوطن العربي بعد انتهاء الحرب ، ولما كانت هذه الحرب على وشك الانتهاء فقد كان الجيش الانجليزي لا يزال في فلسطين وجيش الأمير فيصل في الأردن والطرفان يستعدان للوصول إلى دمشق ، وقد شكك لورانس بوجود مثل هذه المعاهدة واقنع الأمير فيصل بأن يستمر في حربه إلى جانب الجيش الانجليزي على أمل أن يخجل الإنجليز فيما بعد أمام انجازات الجيش العربي وعندها لكل حادث حديث !!! ويستأنف لورانس فضح حكومته بأنها أعطت قبل انتهاء الحرب وعودا أربعة على الوجه الآتي .. الوعد الأول كان للعرب بأنهم سيحتفظون بالأراضي التي يحررونها من الأتراك بدءا من الحجاز والأردن وسوريا والعراق بالإضافة إلى مكة .. والوعد الثاني كان لحلفائها في الحرب ويقصد من بينهم فرنسا والوعد الثالث للجنة العربية العليا في القاهرة –ولا أدري ماهية هذا الوعد– اما الوعد الرابع فكان موجها لليهودي اللورد روتشيلد ،ويصف لورانس هذا الوعد الأخير بأنه تضمّن أمرا مشبوها لليهود في فلسطين !!! ويقول بأن هذه الوثائق السرية لم نعرف عنها أو نسمع بها بصورة رسمية ، الأمر الذي كان مخيبا للعرب الذين حاربوا مع الجيش البريطاني في سبيل حريتهم واستقلالهم ..
التعليق: للاسف فقد كان الإنجليز وراء كوارثنا التي ما تزال تحيق بنا ، وقد حمل الأمريكان عنهم هذه التركة القذرة واخلصوا لها أيّما اخلاص ولا يزالون ، والأمثلة واضحة أمامنا الآن في غزة وفي عموم فلسطين ، وما اقترفوه من جرائم وآثام في العراق وسوريا واليمن وما خفي اعظم ، واقول واعيد قولي آسفا بأن خيبة هذه الأمة تكمن في حكامها الذين يثقون بل يتحالفون مع الغرب ضد مصالح شعوبهم وطمعا في الاستمرار جلوسا على كراسيهم ..
