شعر وشعراء

عبدت الله / للشاعر القدير كامل النورسي

عـبــدتُ اللـهَ مـعــرفـــةً وحُـبًّــا
…………………وخـوفًــا مِـن جَـهـنَّـمَ والعـقـابِ
فَـلـمْ أُشـركْ بِـربِّ العـرشِ يومًـا
…………………وَلَــمْ أُغـلــقْ لِـنـورِ الـحـقِّ بـابي
فَـأَيـقـظـتُ الجـوارح في الليالي
…………………وأَسْـلـمـتُ الـفـؤادَ إِلى الكـتـابِ
كـتــابُ الـلــه يَـهـدي كلَّ قـلــبٍ
…………………ويـفـتــحُ لـلـمــلا بـابَ الـثّــوابِ
فَـتـأخـذُ عـشــرةً في كلِّ حَــرفٍ
…………………بِـهـا تَقـوى على دنـيـا الـصعـابِ
تــأَسّ الـعُـمــر بالـمـخـتـار دومًـا
…………………تَـعِشْ في العُـمـر مُخضرَّ الإهابِ
وَكُـن للـوالـــديـن ظـهـيـر خــيـرٍ
…………………وكُـنْ عَـوْنًـا لَـهـم قبـل الـغـيـابِ
فَـدَعْ عـنـك الـضلالة والـخـطـايا
…………………ودعْ عـنكَ الخلاعةَ والـتـصـابي
وعاشر في الحيـاةِ قـريـنَ صـدقٍ
…………………فـإِنَّ الـمـرْءَ يُـعرفُ بـالـصـحـابِ
وجـاهــدْ أن تـكـون نَـقـيَّ قـلــبٍ
…………………ولا تُـغـويــك أَزهـــارُ الـشــبــابِ
فَــلا تَــركـنْ لـعـيــش أَو مـقـــامٍ
…………………فَــإِنّـهــمــا سَــرابٌ في ســـرابِ
فـقـد عِـشـتُ الـحـيـاةَ بكلِّ لَـونٍ
…………………وذُقْـتُ العـيش مِن شهدٍ وصابِ
وَدَعْ عَـنـك الـتَّكـبُّـر والـتـعـــالي
…………………فـإِنــا قــد خُـلـقْــنــا مِـن تُــرابِ
فَـمِـن سُوَرِ الكتابِ سلكتُ نَـهْـجًـا
…………………إِلى الفردوسِ والهِـيـفِ الكِعـابِ
وأخـلـصـتُ الـمحـبـةَ بـانْـتـمـائي
…………………لأَفضل مَن مشىٰ تحت السَّحابِ
هُوَ الـهـادي البشير شفـيـع قومي
…………………ومصدر فرحتي يـوم الحــسـابِ
بِـشـرعِ المصـطـفى سُــدنا زمـانًـا
…………………وقد خَـضَعَـت لـنـا جُـلُّ الرقـاب
عـشـقـتُ العيش في الـدنـيـا لِأَني
…………………أَلِـفـتُ ثلاثـةً فَافْـهـم خِـطـابي :
فَـأَوَّلـهــا : الـقـيــام بِـجـوفِ لَـيـلٍ
…………………بِــهِ أخْلـو فـيـغلـبُـني انْـتِـحـابي
وثـانـيـهـا : الـجلـوس إِلى فَـقـيـه
…………………لِـذِكْـرِ اللـهِ مع خـيـرِ الـصـحـابِِ
وثـالـثـهـا : الـصـيام عَـسـىٰ وعَـلَّ
…………………أرى وَجـــهِ الإلــهِ بِـلا حِــجــابِ
فَـمِــن رام الـمَـراتِـب في الـحـيـاة
…………………ويَحيا الـعُـمـر مرهوب الجَـنـابِ
لِــيــجــعـــلَ قـلـبـــه لـلـــه جــارًا
…………………فَـحَـقُّ الـجـارِِ يـبـقى بالـسِّقــابِ
فَـطَـعـمُ العيش في الإِيمـان أحلى
…………………مِـنَ الـشَّـهْــدِ الـمُـصَفّىٰ للشرابِ
لِـنُـحـيي جَــذوةَ الإيــمــان فـيـنـا
…………………ونـرجـع للـتَّـعــقــلِ والـصَّــوابِ
أَعِــنّـــا يـــا إِلـــهَ الــعـــرشِ إِنّـــا
…………………حــيـارىٰ في زمــانِ الإغْــتِــرابِ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق