لم أستطع ردّ التحية فوق أرصفة الشوارع
وانكسار النرجس المغدورِ
في وديانه الثكلى…
نسيماتٌ تعاتب ما تبقى من جفون
الأرض…لا لم تأتِ أشرعتي لتحمل ما تجمّع من دموع
في بحيرات الوداع المستحيلْ
فلحاف عشقي غيمةٌ، ووسادتي حجرٌ…
ولي قيلولة الفلاح
في عرزاله المنفي عند صدى الشتولْ
روحي كمرآةٍ محدّبةٍ ووجهي ملعبٌ للريح
حين تفرّ من أيدي الخريف…وجبهتي أنشودة السفر
المعتّقِ بالحقائب والعويلْ
وعلى ذراعي تشرب الأمطارَ صحراءٌ يطلّقها الشجرْ
والى ضفاف القلب يبحر زورق الأحلام، تكسره نواتئ
صخرةٍ لم تترك الأمواج فيها غير صوت أجوفٍ
أو نهدة الكثبان لمّا يعتريه دبيب ماء أو خدرْ
وعلى عصا الغيمات في أفقي
تعكّزت الشموس وراحت العبراتُ
تقرأ ما تيسّر من رسائلَ خطّها الغسق
المدمّى فانهمرْ
حبر المساء تميمة بين النخيلْ
وأسير نحو مقابر الأحياء، فاتحتي تفتّش
عن نبيٍّ، عن جروح الخلّ في رئة الرسولْ
شبّاك روحي لاعبته الريح وانسحبت
يسامرني الصدى، وحواجب الليل المبعثر تنحني
فوق النجوم على مساند من غيومْ
في صدرها المفتوح للآهات والخفقان، مكتوبٌ
تغلّفه العواصف، في تنهّده حكايا البحر للوديان
ساقيةٌ تغادر دفء حوضي، تنزوي في غيهب النسيانِ
أغتيةً يرددها الرحيلْ
وأنا الململم من تفاصيل الوجودِ
مراكبي ترسو على صمت الموانئ خلسةً
كي لا يرى شريانَها سهمٌ
وحتى لا تصير ثمود كفر من جديدِ
زنبقي يجتاحه نهر الرماد وفي جوانبه
قد استرخى الذبولْ